"فين الشباب.. الكل متسجل غياب" هكذا يمكن وصف حال الشباب في مصر الذي يعاني معاناة كبيرة في ظل حكم العسكر الذي يقوده السفاح عبد الفتاح السيسي، رغم عقد 7 مؤتمرات للشباب حتى الآن.
ومن المعروف أن من يحضر المؤتمرات هما الشباب المختار بعناية من قبل الأجهزة الأمنية، في المقابل يواجه الشباب المصري القمع والبطالة وضنك المعيشة والغلاء وارتفاع نسبة العنوسة.
وتزامنا مع عقد ما يسمى مؤتمر الشباب السابع، نرصد واقع الشباب في عهد العسكر.
بطالة
وجرت تبعات انهيار الحياة الاقتصادية في مصر، برفع هائل للأسعار في كل السلع والخدمات آخرها في يوليو الجاري للمرة الخامسة، على الشباب المصري بصفة خاصة.
ووصلت البطالة في مصر، إلى ما يقرب من 25%، بحسب مراقبين، في الوقت الذي تؤكد فيه بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، أن النسبة تبلغ 11.4%، فضلا عن عدم توظيف الشباب في الجهاز الإداري للدولة إلا بأعداد قليلة عن طريق المحسوبيات.
وهناك 160 ألف موظف يخرجون على المعاش سنويا، بحسب تصريح لأحمد الشحات المستشار القانوني لوزارة التضامن الاجتماعي بحكومة الانقلاب، ورغم ذلك لا يتم توظيف الشباب في وظائف الجهاز الإداري.
ارتفاع نسبة الطلاق
كما أسهم حكم المنقلب السيسي، على تأزم أوضاع الشباب المتزوجين لترتفع نسبة الطلاق بينهم بشكل غير مسبوق.
فبحسب إحصاءات الزواج والطلاق لعام 2018، التي نشرها الجهاز المركزي للإحصاء "بلغ عدد شهادات الطلاق 211 ألفا و554 عام 2018 مقابل 198 ألفا و269 شهادة عام 2017 بزيادة 6.7 بالمائة".
وبلغ معدل الطلاق 2.2 في الألف عام 2018 مقابل 2.1 في الألف عام 2017، وبلغ معدل الطلاق بالحضر 2,9 في الألف مقابل 1,7 في الألف بالريف.
كما بلغ أعلى معدل طلاق 4.3 في الألف في محافظة القاهرة، بينما بلغ أقل معدل طلاق 1 في الألف في محافظتي أسيوط والمنيا.
تراجع نسب الزواج
فيما أدت الأوضاع المعيشية الصعبة في مصر إلى تراجع نسب الزواج، حيث بلغ عدد عقود الزواج 887 ألفا و315 عقدا عام 2018 مقـابل 912 ألفا و606 عقود عام 2017، بنسبة انخفاض 2.8 بالمائة".
العنوسة
وبلغ عدد الإناث اللواتي لم يتزوجن في الفئة العمرية 35 عاما فأكثر 472 ألف أنثى بنسبة 3.3% من إجمالي عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية، وذلك خلال عام 2017، مقابل 687 ألف حالة ذكور بنسبة 4.5% من إجمالي أعداد الذكور فى الفئة العمرية المشار إليها.
أما عدد الفتيات اللاتي تجاوزن سن الثلاثين دون زواج فبلغ 13.5 مليون عانس.
وبحسب بيانات ومؤشرات جهاز الإحصاء حول ظاهرة "العنوسة فى مصر"، وصلت هذه النسبة بين الذكور فى الحضر إلى 6.8% مقابل 2.4% بالريف خلال 2017، وقد يرجع ذلك – بحسب الدراسة- للوضع الاقتصادى الذى يتضمن غلاء المسكن، سواء كانت مستأجرة أم مملوكة بل وتكاليف الزواج من مهر، وتجهيز المنزل، وغيرها من الالتزامات التى أدت إلى تقليل فرص الزواج –خاصة فى الحضر- لعدم قدرة الرجل على القيام بكلِّ هذه الأعباء.
وبلغت النسبة "العنوسة" للإناث 4.2% فى الحضر، مقابل 2.6% بالريف، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى التعليم بالنسبة للإناث فى الحضر عنه فى الريف، حيث تؤجل الكثير من الإناث فكرة الزواج لحين الانتهاء من مرحلة الدراسة الجامعية، والبعض لحين انتهاء الدراسات العليا كالماجستير، والدكتوراه.
وطبقاً للحالة التعليمية، سجلت الإناث الحاصلات على مؤهل جامعى فأكثر ولم يتزوجن من قبل، أعلى نسبة للعنوسة فوق سن 35 عاما، حيث بلغت النسبة بينهن 5.8%، تلاها من تعرف القراءة والكتابة بنسبة 4.1%، ثم الحاصلات على شهادة متوسطة وفوق المتوسط بنسبة 3.2%، وفى المقابل جاءت النسبة الأقل بين الحاصلات على شهادة أقل من المتوسطة بنسبة 2.4%، وذلك للإناث فوق 35 عاما.
أسباب العنوسة
وفى دراسته عن "العنوسة"، حدد جهاز الإحصاء 6 أسباب لتلك الظاهرة فى مصر تمثلت فى: غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، وغلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن، وارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث خاصة بالحضر، والانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها (خروج الفتاة للعمل)، وضعف الأجور التى يتقاضاها الشباب.
قمع الشباب
ومن ناحية أخرى، بلغ عدد المعتقلين في مصر 60 ألفا، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، أغلبهم من الشباب والطلاب.
وارتكب ميلشيات السيسي، أكثر من 3 آلاف حالة قتل خارج القانون، بحسب صحيفة عربي 21 عام 2017، كما أن هناك أكثر من 4 آلاف حالة اختفاء قسري.
أضف تعليقك