• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تشهد مستشفيات محافظة الشرقية، حالة من الإهمال الطبي، في الآونة الأخيرة، أدت إلى مصرع وإصابة العديد من المواطنين، جراء نقص الأطباء وعدم التخصص والاستهانة بحياة البسطاء.

ولعل آخر تلك الوقائع، تسبب طبيب نساء وتوليد في حرمان طفل لم يتجاوز سنته الأولى من حياته الطبيعية بسبب خطأ أدى إلى بتر عضوه الذكري.

وقال رضا شعيب على "25 عاما" عامل والد الطفل ضحية "عملية الطهارة": "ذهبنا لمستشفى الزوامل المركزي ببلبيس لإجراء عملية طهارة لنجلي ونصحنا الطبيب بشراء بعض المراهم المطلوبة ومكثنا فترة قصيرة بعد الجراحة ثم توجهنا للمنزل".  

وتابع الأب المكلوم: "لاحظنا بعد عدة أيام باستمرار الطفل في البكاء بشدة وصراخه المستمر طوال فترات اليوم ولما فككنا وجدنا تورم خصية الطفل وظهور اللون الأزرق بها وعندما أسرعنا لإحدى العيادات الخاصة أبلغنا الطبيب بأن طهارة ابني فيها حاجة غلط ولابد من الذهاب للمستشفى فورا وبالفعل توجهنا هناك ولم نجد الطبيب المعالج له.

طبيب غير مختص

وزاد: بعد بضع دقائق فوجئت بالأطباء بالمستشفى يؤكدون لي أن طفلي مصاب بغرغرينا والتي يستلزم فيها بتر للعضو الذكري وأن الطبيب الذي أجرى الطهارة متخصص نساء وتوليد وبالفعل اصطحبت ابني ويدعى "أحمد" لمستشفى جامعة الزقازيق ثم الأحرار التعليمى وهناك تم تحويلي للمرة الرابعة لمستشفى بنها وأخيرا معهد ناصر بالقاهرة وهناك أجريت له عملية لاستئصال القضيب عن طريق طبيب مختص والذي أكد أن نجلي تعرض لحالة إهمال طبي يستوجب إبلاغ الجهات الأمنية بها وبالفعل حررت محضرا بالواقعة ضد الطبيب المهمل ومدير المستشفى وبعض أعضاء هيئة التمريض الذين شاركوا في الواقعة وتم إحالة القضية للنيابة الإدارية للتحقيق قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل.. ضيعوا مستقبل ابني منهم لله ومش عارفين هيكمل حياته إزاى بالشكل ده..احنا غلابة وعاوزين المسئولين بوزارة الصحة يجيبوا حقنا ويقفوا معانا".

وفاة أثناء الولادة ببلبيس

وفي 10 يوليو الماضي، أمرت النيابة الإدارية، بإحالة 10 متهمين من العاملين بمستشفى بلبيس المركزي للمحاكمة العاجلة، على خلفية الإهمال الطبي الجسيم والتقصير في أداء واجبهم الذي ترتب عليه وفاة إحدى السيدات أثناء الولادة بمستشفى بلبيس المركزي.

والمحالون للمحاكمة هم: طبيب مقيم نساء وتوليد بمستشفى بلبيس المركزي، و3 أخصائيات نساء وتوليد ومساعد أخصائي نساء ورئيس قسم النساء والتوليد وأخصائي تخدير ورئيس قسم الجراحة العامة وفنية تخدير، وممرضة بالمستشفى.

مخالفة التوصيف وتأخر العملية

وكشفت التحقيقات عن دخول إحدى السيدات الساعة ٨.١٥ صباحاً تقريباً لمستشفى بلبيس المركزي وذلك بغرض الولادة وعليه تم دخولها للمكان المخصص للولادة وقرر الطبيب المقيم بأن يتم ولادتها ولادة طبيعية على الرغم من إنه كان يجب أن تتم قيصرية بناء على رأى استشاري النساء والتوليد مخالفا بذلك التعليمات الإدارية بشأن التوصيف الوظيفي للطبيب المقيم.

كما لم يتم الاتصال بأي أخصائي إلا بعد تدهور الحالة وقد تبين أن الحالة قد حدث لها انفجار للرحم وتهتك بالمثانة ونزيف داخلي في المكان المخصص للولادة بالمستشفى وقد تم التعامل معها بعمل موجات فوق صوتية (سونار ) وتبين أن الجنين توفى على الرغم من أن المتوفاة في غرفة العمليات من الساعة ٩.٣٠ صباحا تقريباً ولم يتم البدء في إجراء العملية إلا بعد الساعة ١٠ صباحاً.

وكشفت التحقيقات عن: عدم تواجد إخصائيتين النساء والتوليد المكلفتان بالعمل بنوبتجية السهر، بأماكن عملهن الأساسية في ذلك اليوم كما قامتا بمغادرة المستشفى قبل حضور البديل لاستلام العمل منهن ودون إجراء تسليم وتسلم وخلو النوبتجية من أخصائي نساء وتوليد الفترة منذ انصرافهن حتى وصول البديل وتأخر البديل، مما أدى إلى تأخر إجراء العملية للمتوفاة وتدهور حالتها ووفاتها .

كما كشفت التحقيقات عن عدم قيام رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى بالإسراع لإجراء عملية قيصرية استكشافيه للمتوفاة إلا بعد مرور حوالي ساعة من دخولها المكان المخصص للولادة بالمستشفى إذ أن الوقت كان طويل ويكفي لإنقاذ الأم والطفل أيا كان سبب تدهور العلامات الحيوية ومستوى الوعي مما أدى لعدم إنقاذ الطفل وتدهور حالة الأم ووفاتها ، وإهماله في الإشراف على أعمال التسليم والتسلم وعدم المرور على القسم حال حضوره للمستشفى لمتابعة الحالات المرضية والإشراف على الأطباء ومتابعة تواجدهم من عدمه.

كما كشفت التحقيقات أيضاً عن تأخر رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى بلبيس المركزي في الوصول لغرفة العمليات دون مبرر وعدم قيامه بعمل إنعاش قلبي رئوي للحالة بعد توقف قلبها في آخر العملية وعدم الاستعانة بطبيب عناية مركزة إلا بعد تدهور الحالة مما أدى لوفاتها.

كما كشفت التحقيقات أيضاً عن إنه لم يتم تسجيل تطورات حالة المتوفاة تسجيلا واقعياً منذ فترة دخولها غرفة العمليات وأثناء العملية حتى حدوث الوفاة وكذا عدم تدوين أي تعليمات لصرف أدوية أو محاليل مما أدى لخلو التذكرة على الكثير من التفاصيل والإجراءات للوقوف على المراحل التي وصلت إليها الحالة حتى وفاتها.

كما كشفت التحقيقات عن أنه تم تحرير بيانات مغايرة للحقيقة ببلاغ الوفاة الصادر من المستشفى والموجه لمكتب صحة بلبيس.

وفاة سيدة عادت للحياة

وفي 10 يوليو الماضي، نشرت الصحف المحلية، أن أطباء مستشفى فاقوس شخصوا وفاة سيدة خطأ، رغم دخولها في غيبوبة "لم يعلموها"، فدفنها أهلها، معلنين "موتها على قيد الحياة"، ليفاجئوا في صباح اليوم التالي للدفن، بصوتها يناديهم من القبر، ثم يخرج ليشاهد الحياة بعض الوقت ويموت مجددا.

وأكدت مصادر مقربة من أسرة الحاجة فكيهة، سمسارة عقارات، صحة موتها مرتين، وقالت بحسب صحيفة الوطن: إن السيدة دخلت المستشفى بعد تعرضها لغيبوبة كبد، إلا أن أطباء مستشفى فاقوس العام شخصوا حالتها بأنها "فارقت الحياة"، وقام أقاربها بدفنها في مقابر الأسرة ظهر الثلاثاء الماضي".

وأضافت أنه في اليوم التالي على دفن الجثمان، توجه عدد من أقاربها إلى المقابر لقراءة الفاتحة على روحها، إلا أنهم فوجئوا بخروج أصوات "صراخ" من القبر، واكتشفوا أنها لا تزال على قيد الحياة، مؤكدة أنه تم استدعاء "التربي" الذي فتح القبر، وأخرجها منه، ولاحظ الجميع وجود دماء حول فمها، إلا أنها غادرت الحياة بعد 10 دقائق، ما دفع أقاربها إلى الاتصال الإسعاف الذي وصلت إلى المقابر، ولكنها رفضت حملها بعد وفاتها، الأمر الذي دفع أقاربها إلى دفنها مرة ثانية، وإغلاق القبر.

وأوضحت المصادر أن أسرة الضحية ترفض التعليق خوفا من تعرض جثمان فقيدتهم للتشريح، مكتفيين بالمأساة التي تعرضوا لها.

ورفضت أسرة الضحية تحرير محضر بالواقعة خوفا من تعرض جثمان الراحلة للتشريح.

سيبني أنام براحتي

وفي ديسمبر الماضي، سجل مستشفى منيا القمح المركزي حالة جديدة في سجلات الإهمال الطبي بعد وفاة سيدة حامل قبل أن تكمل عامها الثلاثين بسبب إهمال وتقاعس الأطباء بالمستشفى.

وقدم المواطن "أحمد.ال.م"، 34 عاما، عامل، بلاغا يتهم فيه إدارة مستشفى منيا القمح العام بالإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة زوجته "خديجة.م.أ" 30 عاما، لديها ولد وبنت (مازن 5 سنوات ومريم عامين) أثناء ذهابها للمستشفى لإجراء عملية ولادة قيصرية ورقم تذكرة الدخول (10083).

وقال محمود محمد أحمد، شقيق المتوفاة، إن شقيقته حضرت للمستشفى في حالة صحية جيدة وأعطاها أحد الأطباء "إبرة الطلق" بعدها بدقائق اصفر وجهها وتدهورت حالتها وأسرع زوجها للطبيب داخل حجرته قائلا له: "الحقنى يا دكتور انت نايم ومراتي بتموت الحقها" فأجابه بالنص "متتدخلش في شغلي وسيبني أنام براحتي".

وأكد بحسب موقع فيتو، أن المتوفاة دخلت حجرة العمليات بعد ما لفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة الإهمال الجسيم من الطبيب قائلا: "جثتها دلوقتي في ثلاجة المشرحة.. ربنا ينتقم منهم يتموا عيالها وضيعوا أسرة كاملة.. أنا عايز حق أختي وبطالب الإعلام يقف جنبنا".

وقبل ذلك، شهد مستشفى منيا القمح العديد من وقائع الإهمال منها واقعة طفلة مصابة تلقت علاجا خارج المستشفى، حيث حملت على نقالة غير آدمية وركبت لها المحاليل بشكل خاطئ أمام باب المستشفى، علاوة على واقعة وفاة "محمد مدني" أحد المرضى النفسيين داخل وحدة عناية القلب المركزة بمستشفى جامعة الزقازيق وذلك بعد ساعات قليلة من إخراجه من داخل عنابر مستشفى منيا القمح بعد مكوثه عدة أيام دون طعام أو شراب.

أضف تعليقك