بقلم: أحلام رحومة
غرّد ذات يوم قائلا: "اللهم ألّف بين قلوبهم"، إبان بدء حصارهم دولة قطر، فاعتُقل ووُضع في قلب الزنزانة. كان شيخا يحب العلم ويحث عليه بالقدر المستطاع. كان يرغب في النهوض بوطنه، لكن السجن كان أقرب من أن يحقق أحلامه وطموحاته.
سلمان العودة، لله درّ الثابتين على مبادئهم، هو ورفاقه المعتقلون من علماء ومفكرين، أرادوا إصلاحا في بلدهم العربية السعودية. وجهت له 37 تهمة، من بينها تهم تتعلق بالإرهاب ودعم الإرهاب، حيث إنه إلى جانب تغريدته الشهيرة، إبان حصار قطر، كان يدعو إلى إنهاء تهميش المواطنين الشيعة في السعودية.
وللتذكير، سجن العودة من عام 1994 حتى 1999 لمطالبته بتغييرات سياسية. وتسببت انتقاداته العائلة الحاكمة في إشادة أسامة بن لادن به، ولكن العودة أعلن رفضه أفكار بن لادن.
وقد سادت حالة من الذهول والحزن على شبكات التواصل الاجتماعي، عقب مطالبات النيابة العامة السعودية القضاء بإعدام الداعية، سلمان العودة، المحبوب لدى شريحة كبيرة من الشباب العربي. حيث صدر حكم بإعدامه تعزيرا. إنها المملكة الجديدة كما أرادها ويريدها محمد بن سلمان، مملكة تُسكت كل معارض، وتخرس كل من يدعو إلى التغيير وإلى تطوير المملكة.
وقد ذكر الصحافي الذي اغتيل ذبحا في القنصلية السعودية في إسطنبول، جمال خاشقجي، في أحد لقاءاته التلفزية: "أن الشيخ سلمان العودة قدم جهدا وورقة إصلاحية بمثابة وثيقة للحاضر والمستقبل، وقد سمعت من صديق أن الملك عبد الله رحمه الله كان يؤيد رؤية سلمان".
ما ذنب سلمان العودة؟ هل ذنبه أنه سعودي؟ وأنه يقطن المملكة السعودية التي أصبحت مهلكة العلماء والمفكرين والمثقفين المعارضين لسياسة محمد بن سلمان؟ حتى المعارضين في الخارج لم يسلموا، فما بالك بمن هم في الداخل؟
ما ذنب سلمان العودة وعائلته وعائلات المعتقلين والهاربين؟ هل يلقى العودة مصير غيره ممن سبقوه إلى الإعدام؟ هل يلحق بجمال خاشقجي؟ هل يكون أيقونة جديدة تنير سماء الحرية والكرامة في وطن أراد منه أن يكون أنموذجا يحتذى به في التقدم والعطاء؟
أضف تعليقك