• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

رابعة الصمود والتضحية والفداء

"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" ( إبراهيم -42).

في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٣م استيقظ الشعب المصري والعالم أجمع فزعاً على أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث، على أيدي طغمة من العسكر المنقلبين على أول تجربة ديمقراطية حقيقية في مصر ضد أكبر اعتصام سلمي شهده العالم في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، نصرة للحق ووقوفا في وجة الظلم والطغيان.  

وقد تابع العالم  الملايين الثائرة بكل تحضر وسلمية معبرة عن رفضها للانقلاب العسكري وإلغائه كل مكتسبات ثورة 25 يناير 2011 م ، وشاهد - في المقابل- وحشية الطغمة الإنقلابية خلال فض هذه الاعتصامات وسط صمت وتقاعس المجتمع الدولي ، في مشهد سيظل سبة في جبين كل من لم يدنه، وحمل معه سقوط منظومة قيم العدالة الإنسانية. 

وفي هذه الذكرى التي لن ينساها التاريخ، يجدد " الإخوان المسلمون "  تأكيدهم على ما يلي:

أولاً : أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب هدراً، وهي جزء من ثمن الحرية التي ننشدها لأوطاننا، وأن القصاص العادل لها حق لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه أو المساومة عليه " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " 

( البقرة - 179) .

ثانياً : إن استكمال مسيرة التحرر الوطني التي مهّد الشهداء طريقها بدمائهم الزكية واجب في أعناق كل الثوار والوطنيين الأحرار.

ثالثاً : لن نتوقف عن السعي لدى كل المنظمات والمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية لفتح تحقيق دولي وشفاف حول هذه المجزرة، بالتعاون مع كل أحرار الشعب المصري والمنظمات الحقوقية.

رابعا: نحث الأمم المتحدة على القيام بواجباتها التي من أجلها أنشئت في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة التي ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية.

خامسا: إن الدماء الطاهرة لشهداء رابعة والنهضة وكل المجازر التي ارتكبتها الطغمة الإنقلابية فضلا عن كونها واجب الوقت تهيب بكل القوي الوطنية وكل أحرار الشعب المصري رص الصفوف وتوحيد الجهود ، وفي هذا الصدد تعيد الجماعة التأكيد على دعوتها الدائمة لتحقيق الاصطفاف الوطني بين كافة القوى الوطنية على قدم المساواة، استشعارا للمسئولية، ووفاء لتضحيات الشهداء والجرحي والمصابين والمعتقلين ، وإعلاء للمصلحة الوطنية في تحقيق أماني ومصالح الشعب المصري الأصيل. 

سادساً: إن تحرير الأوطان من الاستبداد، لا ينفصل عن تحريرها من التبعية للأجنبي، ولذا نرفض بشدة صفقة القرن باعتبارها لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وحدها، بل تستهدف تدجين المنطقة كلها والدخول بها في عصر الهيمنة الصهيونية.

تحية واجبة لشهداء ومصابي " رابعة " و" النهضة "  وكل ميادين وشوارع مصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ م حتي اليوم، وتحية لأكثر من ستين ألفا من الأحرار والحرائر داخل السجون والمعتقلات والذين يواصلون صمودهم ورفضهم للانقلاب رغم كل ما يلحق بهم من انتهاكات، وتحية  لروح الرئيس الشهيد البطل الدكتور محمد مرسي.

إنهم أبطال الحرية، ورواد الفجر القادم بإذن الله... "ويقولون متي هو قل عسي ان يكون قريبا"(الإسراء: من الآية ٥١)

والله اكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

الأربعاء 13 ذو الحجة 1440 هـ - 14 أغسطس 2019م

أضف تعليقك