بقلم.. محمد عبد القدوس
الدكتور إبراهيم العيسوي من أكبر خبراء التخطيط في بلادي، وله كذلك سمعة عالمية محترمة وكثيرا ما تستعين به الجهات الدولية.
سألته عما يشغل باله، فأجاب دون تردد : معدلات الفقر التي أعلن عنها قبل أيام الجهاز المركزي للإحصاء ، حيث ارتفعت في بلادي لتصل وفقا للأرقام الرسمية إلى 32.5% من عدد السكان ، مقابل 27.8% قبل بضع سنوات.
ويقول خبير التخطيط عالمنا الدكتور العيسوي أن المتوسط الذي يدخل في شريحته الفقر ثم الفقر المدقع مبلغ 736 جنيها شهريا فأقل، فهذا يجعل صاحبه من الفقراء.. وتصور معي صعوبة أن يعيش إنسان بهذا المبلغ ومن أين له المصاريف اللازمة بالأكل والشرب والعلاج والتعليم والمواصلات والمياه والكهرباء والسكن إلى أخر المصاريف الأساسية اللازمة.. كيف يمكن له أن يعيش بمبلغ 24.5 جنيه يوميا وهو لا يكفي حتى لطعام بسيط؟؟ والفقر المدقع يعني أن دخل صاحبه الشهري لا يتجاوز 491 شهريا أو 17 جنيه و30 قرشا يوميا!!
وهذه الأرقام الرسمية تؤكد كذلك أن الصعيد هو الأشد فقرا حيث 66% من محافظة اسيوط فقراء، و59% من سوهاج، و55% من سكان الأقصر برغم رواج السياحة بها.
والجدير بالذكر أن البنك الدولي أعلن رسميا أن 60% من سكان مصر فقراء، بينما تؤكد الحكومة أنهم فقط 32.5% ، من أين جاءت هذه المفارقة؟ فالخبراء يؤكدون أن الحد الأدنى اللازم لمعيشة مقبولة للإنسان يبلغ 1200 جنيه شهريا وأقل من ذلك يدخله في زمرة الفقراء ، ولكن الحكومة هبطت بهذا الرقم إلى 736 جنيه فقط في محاولة للحد من الأرقام الرسمية للفقراء.
والجدير بالذكر أن الأسعار شهدت ارتفاعا فاحشا عام 2016 بعد تحرير كامل ومفاجئ لسعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية أو ما يعرف بالتعويم، ورأينا منذ ذلك الوقت زيادات متتالية لأسعار الوقود والكهرباء والعديد من الاحتياجات الأساسية ماتزال مستمرة حتى اليوم!!
وأخيرا أقدم لك مفاجأة خاصة بأستاذنا الفاضل، فقد كان يكتب آراءه في صحف مختلفة عن الأوضاع الاقتصادية ببلادنا وكيفية إصلاحها ، وبعدما أحكم الاستبداد السياسي قبضته على البلاد والعباد تم منعه وصدرت الأوامر بعدم استضافته في أي برنامج إعلامي.. عجائب!.
أضف تعليقك