تزامنا مع الذكرى السادسة لمذبحة فض رابعة، تتعالي الدعوات لحل أزمة المعتقلين بأي طريقة كانت، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة حول فمن يقف حجر عثرة في طريق الحل، هل هو نظام الانقلاب العسكري أم قيادات المعسكر الرافض للانقلاب؟.
وقدرت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، عدد المعتقلين في سجون الانقلاب بأكثر من 60 ألف معتقل، تعرض المئات منهم للتعذيب والقتل العمد والإهمال الطبي، ناهيك عن الإخفاء القسري.
وانتشرت مؤخرا رسالة تبناها شاب يدعى عمر حسن، أحد متبني الرسالة التي أكدت موافقة 1350 شابا عليها، عبر صفحته على فيسبوك، حدوث خلط لدى الكثيرين، تطالب بالإفراج عن المعتقلين المستقلين.
لا رغبة في التصالح
وبدوره، أكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين، أن إمكانية خروج الرسالة من السجون تتساوى مع إمكانية صدورها عن الأمن، موضحًا أنه لا يستطيع التأكد لغياب التواصل بين من في السجون ومن خارجها بسبب ظروف الحبس السيئة.
وقال عبد المقصود، في تصريحات صحفية، أن سلطة الانقلاب لا ترغب في التصالح مع أي من قيادات الجماعة، مشيرًا إلى أن قرار العفو الرئاسي الصادر في منتصف مايو الماضي والذي تضمن عدد من الإخوان لم ينتج عن مبادرة أو رغبة للصلح وإنما صدر بشكل عشوائي عن طريق تقدم أسر المفرج عنهم بطلبات عفو للجنة العفو الرئاسي المشكلة من قائد الانقلاب عام 2016، متضمنًا العفو عن عدد من الإخوان من بينهم فتيات دمياط الـ16 الذين سبق وصدرت ضدهن أحكامًا بالسجن تتراوح ما بين ثلاث وعشر سنوات بسبب تنظيمهن لمظاهرة في مدينة دمياط عام 2015، فيما خلت جميع قرارات العفو الأخرى من أعضاء جماعة الإخوان والإسلاميين عمومًا.
ألاعيب الأمن
في المقابل، قال إبراهيم منير، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة مباشر: "من التجربة خلال الستين سنة الماضية، هذه ألاعيب الأمن المصري عندما يفعلها، باليقين قلبي يتألم لما يحدث في السجون، إنما الغريب أن يطلب من المجني عليه أن يكون هو مفتاح الحل".
وأضاف: " هؤلاء الظلمة وهذا الرجل يتاجر بهذا الأمر استعدادا للمؤتمر المزمع عقده في مصر عن التعذيب (قبل أيام من إلغائه)، وهذه في يقيني رسالة صناعة أمنية قد يجبر البعض على كتابتها ولا أستبعد أن يكون البعض من بين 60 ألف معتقل بدا يشكو، إنما أقول هذه رسالة أمنية بالتمام".
وتابع أن جماعة الإخوان ليست من أدخلهم إلى السجن ولم نجبرهم على الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين من أراد منهم أن يتبرأ من الإخوان فليفعل.
حاولنا التواصل
وفي السياق، قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة حاولت التواصل مع النظام لكنه أغلق الأبواب.
وأضاف في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر، أن الخطوة إلى الوراء تعني حل جماعة الإخوان وهذا أمر مرفوض تماما.
الحل بيد النظام
فيما قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، في إحدى مقالاته: "إذا كان أصحاب الرسالة قد بلغ بهم اليأس حدًا باتوا معه لا يرون أملًا يُرجى ممن يسمّونهم قيادات العمل السياسي والثوري في الخارج، وبشكل خاص التيار الإسلامي، فلماذا لا يعلنون تمرّدهم وانفصالهم التنظيمي والأيديولوجي عن هذا التيار، ويوجهون رسالتهم إلى النظام المصري، مباشرًة، ويعلنون أنهم ليسوا طرفًا في المعركة الدائرة، ويطلبون الخروج، بالعفو، أو بصفقةٍ يلتزمون فيها بتطليق العمل الثوري والنشاط السياسي، والانخراط في حياة عادية؟".
وأضاف قنديل: "مضمون الرسالة يقرّ بأن حل مأساة السجناء والمعتقلين بيد النظام، وحده، فما الحاجة لتمرير الرسالة أو الحل، عبر قيادات "الإخوان المسلمين" في المهجر، ولماذا لا يخاطبون السلطة مباشرة، وهي أقرب إليهم جغرافيا من الطرف الأبعد الذي ضجّوا بطريقته في إدارة الصراع، وكفروا بقدرته على إنجاز حل؟".
أضف تعليقك