بقلم: الداعية خالد حمدي
قلت لصديق لي بارع في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام:
ما أعجب ما رأيت من مواقف وأنت تمارس الدعوة؟
فقال:
وقفت على موقف للحافلات ينتظر عليه كثير من العمال الآسيويين وقلت لأحدهم:هل لك أن تتعرف على الإسلام؟ فرفض... فوجدت رجلا خلفي يهزني ويقول: أنا أريد أنا أريد..
فعرضت عليه الإسلام فأسلم..
وقال خالد بن الوليد: لما هممت بالإسلام والهجرة حدثت صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل عن الإسلام فرفضا وأبيا أشد الإباء...
فرأيت عثمان بن طلحة فهممت أن أدعوه فتذكرت رفض صفوان وعكرمة فتأخرت وترددت ثم تجرأت ودعوته فوجدت عنده الرغبة فنشط للأمر معي وهاجرنا سويا..
أحيانا يكون عطاء الله جاهزا لكنه ينتظر السبب..
ينتظر "وهزي إليك بجذع النخلة"
وينتظر "ادخلوا عليهم الباب"
والسعيد هو الذي يسوقه الله إلى نيل كثير العطايا بقليل الأسباب..
حكى لنا الأستاذ جمعة أمين رحمه أنه رأى موظفة تنزع حجابها وتخلع بنطالها بعد صلاة الظهر معهم جماعة في العمل لتعود إلى سابق عهدها قبل الصلاة حيث كانت تلبس الميكروجيب -وكان ذلك في السبعينيات- فقال لها: لماذا تلبسين له في الصلاة وتتعرين خارج الصلاة؟ أوليس هو رب واحد؟!!
فقالت متعجبة: أما أنا غبية بصحيح!! ثم لبست حجابها وعرفت ربها وانشغلت بالدلالة عليه سبحانه بعد ذلك.
كثير منا يضيع عمره في لعن الظلام ولو أنفق معشاره في إيقاد شمعة لأضيء العالم..
والناس مهما عصوا مساكين...وكلما زادوا في المعصية اقتربوا من الهداية..لأن نهاية الشيء بداية عكسه!!
وجميع الهدايات متوقفة على حركة أصحاب الدعوات...
والخير في الدنيا ما أكثره... لكن السعي ما أقله!!
ذهب صاحبنا منذ ايام لامرأة صالحة يطلب منها أن تساهم في كفالة المعوزين والمحتاجين ولو بألف جنيه فأعطته بيتا لها وقالت له:
بعه إن شئت وأنفقه في سبيل الله!!
فتوجع صاحبي بعدما فارقها وقال:
كم فرطنا في خير كثير عند الناس لأننا انشغلنا بسوء بعضهم عن خير أغلبهم!!
تحركوا للدين يرحمكم الله..
فالماء الطهور...إذا لم يتحرك يأسن...
وكذلك نحن.
أضف تعليقك