كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن دور شركة "نيو وايفز" New Waves المصرية لدعم عسكر السودان عقب الانقلاب على البشير وارتكاب المجزرة بحق المدنين في يونيو الماضي عن طريق حملة دعم على مواقع التواصل للإشادة بعسكر السودان.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أمس الجمعة بأن الشركة المصرية "نيو وايفز" وظفت أشخاصاً، مقابل 180 دولاراً أميركياً شهرياً، مهمتهم كتابة منشورات مؤيدة للجيش السوداني، باستخدام حسابات زائفة على مواقع "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" وتطبيق "تيليجرام". وعينت مرشدين حددوا للموظفين الجدد الوسوم (هاشتاج) الواجب استخدامها، والقضايا والنقاط المطلوب التحدث عنها.
واستناداً إلى أربعة أشخاص على دراية بأعمال الشركة من دون الكشف عن هوياتهم خوفاً من سلطات الانقلاب، لفتت "نيويورك تايمز" إلى أن المرشدين المذكورين قالوا للموظفين الجدد إن إزاحة عمر البشير من الحكم، في إبريل الماضي، قلبت السودان رأساً على عقب، وإن المتظاهرين ينشدون الفوضى، ومطالبتهم بالديمقراطية سابقة لأوانها وخطيرة، وبالتالي يجب استعادة النظام.
وقال أحدهم حرفياً "نحن في حالة حرب. الأمن ضعيف، وعلى الجيش أن يحكم الآن".
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن شركة "نيو وايفز" يديرها عمرو حسين، وهو ضابط تقاعد من الجيش المصري عام 2001.
ويصف نفسه على صفحته الـ "فيسبوكية" بأنه "باحث في الحروب السيبرانية". وحسين مؤيد شرس للرئيس المصريالحالي عبد الفتاح السيسي، وتولى حملات دعائية علنية لدعم حملة السيسي الصارمة على حريات الإنترنت.
وبين عامي 2015 و2017، كتب عموداً في صحيفة "البوابة" المؤيدة لنظام العسكر، زعم في مقابلة أجريت معه، في يوليو الماضي، أن شركته ليس لديها أي عملاء، باستثناء العرض المسرحي الذي تتولى الدولة المصرية إنتاجه، "أوبرا بنت عربي".
وتعمل "نيو وايفز" من مشروع إسكان مملوك للجيش، شرق القاهرة حيث يُحذّر الموظفون من التحدث إلى الغرباء عن عملهم.
وكانت شركة "فيسبوك" أعلنت، في الأول من أغسطس الماضي، أن أشخاصاً مرتبطين بحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات الزائفة على الموقع الشهير، للترويج لدعاية الدولة، ومهاجمة الخصوم في المنطقة.
وفي التقرير نفسه، لفتت "فيسبوك" إلى أنها أغلقت مئات الحسابات والصفحات المرتبطة بشركتي تسويق، هما "نيو وايفز" المصرية و"نيوايف" Newave الإماراتية.
وكشفت "فيسبوك" أن الشركتين عملتا معاً، واستخدمتا 361 حساباً وصفحة في نشر أخبار زائفة ومضللة، وُجهت إلى نحو 14 مليون متابع على موقع "فيسبوك" والآلاف على "إنستجرام"، وأنفقتا 167 ألف دولار أميركي على الإعلانات.
وقد أغلقت "تويتر" حساب "نيو وايفز" المصرية بعد تقرير "فيسبوك".
وكان قد قُتل في المجزرة 87 معتصماً وفق الرواية الحكومية، بينما قدّرت "لجنة أطباء السودان المركزية" المستقلة إجمالي الضحايا ومعظمهم من الشباب بـ 130 قتيلاً. وفضّت قوات عسكرية في 3 يونيو الماضي الاعتصام السلمي الذي كان قائماً منذ 6 إبريل الماضي.
أضف تعليقك