• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

طالب الحزب البرلماني للعمل الديمقراطي لمسلمي صربيا، اليوم الأربعاء، من سلطات صربيا والجبل الأسود، منح وضع حكم ذاتي خاص للمنطقة الحدودية بين البلدين.

ووفقًا لسبوتنيك، جاء في بيان الحزب نقلاً عن رئيسه، سليمان أوغليانين: "بعث حزب العمل الديمقراطي يوم الثلاثاء، لمسؤولي صربيا والجبل الأسود والمجتمع الدولي، مقترحات لمعالجة وضع سنجق. وتنص الوثيقة على منح سنجق وضعًا خاصًا يتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية كآلية دائمة لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية".

وأشار أوغليانين إلى أن سكان سنجق "أعربوا عن رغبتهم بالحصول على وضع الحكم الذاتي في استفتاء عام 1991".

ولا يمكن حصر أعداد المسلمين بشكل دقيق في صربيا، إذ تحاول السلطة إضفاء نوع من الغموض على العدد الحقيقي لهم، وفي نفس الوقت تبالغ الجمعيات الإسلامية بصربيا في أعدادهم، والتي تشير إلى أن السكان المسلمين في صربيا يبلغون 700 ألف نسمة، أما التقديرات الموضوعية فتقول: إن العدد الإجمالي للمسلمين هناك قد يكون في حدود 400 ألف نسمة.

ويتشكل المجتمع المسلم في صربيا من مسلمي إقليم البوشناق والألبانيين، وتختلف الجماعتين من حيث العرق، إذ تنحدر أقلية البوشناق من السلالة السلافية، وينحدر الألبانيون من السلالة الآليرية، وتتحدث الجماعتان لغتين مختلفتين (الألبانية واللغة الصربية)، ولهما تقاليد ثقافية غير متجانسة، فإن المسافة الاجتماعية الفاصلة بينهما ضئيلة جدًّا بحكم أن الروابط النفسية والاجتماعية بينهما تستمد قوتها من الإسلام الذي يمثل حبلهما الممدود الجامع لهما، وفي هذا السياق، وبقطع النظر عن التباينات التي تفرضها الاستراتيجيات المختلفة، فإن هاتين الجماعتين الاثنتين المختلفتين من المسلمين في صربيا تعملان على الانخراط الفاعل في المجتمع الذي تعيشان فيه، وتؤكدان التزام المسلمين في صربيا بقيم وأخلاقيات دينهم التي تحض على نبذ العنف والعيش بسلام مع مخالفيهم في العقيدة والدين.

يذكر أنه بعد انهيار يوغسلافيا تقلصت مساحة صربيا وكذلك عدد سكانها، وتراجع عدد المسلمين إلى حوالي 300 ألف يشكلون 2.9 بالمئة من السكان، حسب إحصاء 2011، ومن هؤلاء حوالي 200 ألف يتمركزون في خمس محافظات في الغرب وأقل من 100 ألف ألباني يتمركزون في ثلاث محافظات في الجنوب، بالإضافة إلى الأتراك والغجر والمصريين، الذين لا تعترف بهم مصر.

إلا أن مشكلة المسلمين في صربيا الآن تتمثل في التشظي الإثني والسياسي والمؤسساتي والاختراق العابر للحدود من أطراف عدة (البوسنة وكوسوفو وتركيا). فبعض البشناق لا يزال يعاني من عدم الاندماج نتيجة لحرب البوسنة 1992-1995 وتورط صربيا فيها، كما أن الألبان يعانون أيضًا من عدم الاستقرار وهم يتابعون من حين إلى آخر التسريبات حول مشاريع تقسيم كوسوفو وتبادل الأراضي بين صربيا وكوسوفو، حيث تأخذ صربيا "الجيب الصربي" في شمال كوسوفو مقابل "الجيب الألباني" في جنوب صربيا، وهو الذي جعل النائب الألباني في البرلمان الصربي رضا حليمي، يعترف في 21 فبراير الماضي، بأن الألبان في صربيا أصبحوا "رهينة العلاقات غير الطبيعية بين صربيا وكوسوفو".

أضف تعليقك