نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، قال فيه إنه تمكن من إجراء مقابلة مع المعارض المصري محمد علي، في مكان لم يكشف عنه في إسبانيا، وسيتم خلال الأيام القادمة عرض تسجيلات لهذا اللقاء، الذي كشف خلاله الفنان ورجل الأعمال المصري عديد الأسرار، وأكد أنه لن يتوقف عن جهوده حتى يسقط السيسي.
وكان أحد أبرز الأمور التي كشف عنها علي هو مبنى مؤلف من طابقين يحوي جيشا إلكترونيا يتبع السيسي، ومهمته الخاصة مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، والتفاعل مع المنشورات التي يظهر فيها السيسي، والتعليق عليها إيجابا.
وذكر الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن محمد علي أثناء هذا اللقاء أكد أنه ينشط بشكل مستقل، ولا ينتمي إلى أي جماعة أو منظمة، أو فصيل معارض داخل الجيش المصري، ولو كان ذلك صحيحا، لتمكن من الإطاحة بعبد الفتاح السيسي.
وأشار الموقع إلى أن المصريين يعانون في الوقت الحالي من الصعوبات الاقتصادية، ووطأة الإجراءات التقشفية التي فرضتها الحكومة، ولذلك فإن الأسرار التي كشفها محمد علي حول القصور الفاخرة التي بناها السيسي باستخدام المال العام، أدت لاندلاع موجة من الغضب والمظاهرات.
ونوه الموقع إلى أن لقاءه مع محمد علي، هو الأول من نوعه الذي يجريه هذا المعارض مع أي وسيلة إعلامية مصرية أو أجنبية، منذ أن أصبح أبرز ناقدي عبد الفتاح السيسي، وسيتم عرض محتوى هذا اللقاء خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونقل الموقع عن محمد علي تأكيده أن سلطات الانقلاب حاولت استدراجه إلى السفارة المصرية في مدريد، منذ ظهور أول فيديو له، حيث يقول: "لقد قالوا لي إن المسؤولين منزعجون مما حصل لك، وأنت رجل محترم، أنت وابنك، أنت عزيز علينا، تعال إلى السفارة ولنجلس، إلا أنني رفضت ذلك".
وتساءل الموقع حول إمكانية أن يتعرض محمد علي إلى نفس مصير الصحفي جمال خاشقجي، الذي تم اغتياله في القنصلية السعودية في إسطنبول خلال العام الماضي، إلا أنه رد بالقول: "لا أعتقد أن هذا كان سيحدث لي، ولكن الله وحده يعلم بالطبع، أنا فقط أقدم تحليلات".
وأكد محمد علي أنه اضطر لمغادرة مصر ولعب دور المبلغ عن فساد النظام الانقلابي، بعد أن فشل النظام في تسديد مستحقات شركة المقاولات التي يملكها، وبعد ذلك أصبحت تلك الأموال تستخدم كطعم لإقناعه بالعودة إلى بلده.
حيث يقول محمد علي في هذا اللقاء: "لقد وعدوني بأنهم سوف يعطوني أموالي وأكثر منها، وقالوا لي إهدأ لا تنشر المزيد من مقاطع الفيديو ولا تتكلم." إلا أن محاولات إسكاته لم تقتصر على الرشوة، بل أيضا وصلت إلى التهديد بالقتل، حيث يقول: "لقد تلقيت كما مهولا من التهديدات، كانوا يقولون لي: "نعرف أين أنت وسوف نجدك في يوم من الأيام."
ونقل الموقع عن محمد علي تأكيده أنه لا يتمتع بأي دعم يذكر في صفوف الأجهزة الأمنية، إلا أنه يحظى بتعاطف صغار الضباط في الجيش، حيث يقول: "إن الضباط الصغار الذين لا يمتلكون سلطة القرار، ولا يمكنهم حل هذه الوضعية، متضامنون معي."
وأضاف محمد علي أن هؤلاء ناقشوا معه خلافه المالي مع النظام، وعبروا عن امتعاضهم من إدارة السيسي للبلاد، إلا أنهم لا يمكنهم التكلم حول هذا الأمر، وإلا سيتم إرسالهم إلى المحكمة العسكرية.
وأضاف محمد علي: "في البداية عندما كنت في مصر، كان هؤلاء الضباط يعبرون عن أملهم في أن يختفي السيسي، ولكن لا حيلة لهم. وعندما جئت إلى إسبانيا أصبح هؤلاء الضباط يشتكون من السيسي ويصفونه بعبارات مهينة."
وذكر محمد علي أن المتعاطفين معه في الجيش وجهوا له رسائل، بعد صدور أول مقطع فيديو له ينتقد فيه السيسي، ولكن عندما بدأ النظام في اعتقال الناس اختفى هؤلاء المتعاطفون.
ونقل الموقع عن محمد علي تأكيده أن أحد مشروعات البناء التي عمل عليها، تمثلت في مبنى مؤلف من عدة طوابق، تستخدمه المخابرات العامة المصرية كمقر لجيش السيسي الإلكتروني.
وأوضح محمد علي أن دور هذا الجيش هو مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي، ومن جملة مهامه هنالك ضغط زر الإعجاب على مقاطع الفيديو التي يظهر فيها السيسي، والتعليق عليها.
وأضاف محمد علي: "أحيانا ينتابني الضحك لأنني بنيت هذا المكان لهم، والآن يستخدمونه ضدي. كلما نشرت أي شيء، يبدؤون بالتعليق عليه بشكل فوري." ويعتقد هذا المعارض أن المئات من الموظفين يعملون في هذا المبنى، بعضهم من الضباط ولكن أغلبهم من المدنيين.
وأشار الموقع إلى أن محمد علي يرفض الإعتذار عن عمله السابق مع الجيش، لأنه لم يكن على علم بمدى تورط الفساد في صفوفه، خلال السنوات الأولى من عمله. ولكن بعد أن شرع في العمل مع الجيش، بدأ يكتشف تدريجيا حجم الفساد المستشري فيه، والصفقات التي تتم تحت الطاولة، إلى أن وصل إلى أعلى هرم الفساد عندما شرع في بناء قصور السيسي، حينها فهم الصورة الكبرى وكيفية اتخاذ القرارات في القيادة المصرية.
وفي الختام، ذكر الموقع أن محمد علي وجه رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان قد وصف السيسي بأنه دكتاتوره المفضل يقول له فيها: "إذا كنت مستعدا للالتقاء بقاتل ودكتاتور، ولا تهتم بمن هو، كل ما يهمك هو الحصول على المال، ربما نحتاج لجمع بعض الأموال، بعد ذلك يمكننا أن نطلب منك عزل السيسي من أجلنا."
أضف تعليقك