بقلم: محمد عبد القدوس
صدق أو لا تصدق.. بلادي طبقا للمعايير الدولية في حرية الصحافة تحتل المرتبة 141.. يعني “ورا خالص”!
وهذا شيء مؤسف بالطبع، ولكن واقعنا يؤكده، هناك رقابة مشددة على الصحافة والإعلام، وأكثر من 500 موقع إلكتروني محجوب، والعديد من الصحفيين بالسجن كان آخرهم شادي زلط من موقع مدى مصر وهو من أبرز الصحفيين النشيطين هناك.
واعتقاله جريمة جديدة في حق الصحافة، ويسيئ إلى سمعة الحكومة المصرية والنظام العسكري الذي يحكمنا والذي يقمع الحريات ويعتقل الصحفيين، ولاحظ أنني لم أقل يسيئ الى سمعة مصر لأن بلادي بريئة مما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان.
وموقع مدى مصر الإلكتروني إن كنت لا تعرفه من المواقع المحترمة جدا وله سمعة دولية طيبة لصدق أخباره، وهو من المواقع الإلكترونية النادرة التي تبث باللغتين العربية والإنجليزية، وقد أنشئ عام 2013 وترأسه سيدة شاطرة وجميلة وموهوبة اسمها “لينا عطاالله”.. ولأنه موقع يكشف عن كل ما تريد الحكومة عدم نشره فقد سارعت إلى حجبه أكثر من مرة، لكن شباب فيس بوك يقبل عليه برغم كل العراقيل.
وآخر الأخبار الصادقة التي أزعجت النظام الحاكم جدا ما تم نشره في الموقع خبر عن نجل السيسي واسمه محمود الضابط بالمخابرات الحربية وكيف أنه تم إرساله إلى روسيا في مهمة عمل طويلة بعيدا عن والده، وتوقع العاملون بالموقع أن يدفعوا ثمن هذا الخبر الذين انفردوا به والموثقون في صحته، ولم تمر إلا أيام حتى تم القبض على شادي زلط فجر يوم السبت مع تفتيش المنزل الذي تعرض للبهدلة ويعيش فيه مع زوجته وابنته، وبعدها بقليل تعرض ذات المكان لغارة أخرى بحجة البحث عن تليفونه المحمول.
وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحد مكانه، لكنه بالتأكيد في أحد مقرات أمن الدولة كما يحدث مع أغلبية المعتقلين، يتعرض للاستجواب والتنكيل قبل أن يظهر أمام نيابة أمن الدولة.. وأنت وحظك يا شادي قد تظهر غدا أو بعد أيام أو شهور أو لا قدر الله لا تظهر أبداً، وتتعرض للإخفاء القسري.
وربنا ينتقم من كل ظالم ويخلصنا من هذا البلاء الذي يحكمنا.
أضف تعليقك