بقلم..محمد عبد القدوس
إذا سألتني ما الذي دفعك إلى الكتابة عن هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات وليس هناك جديد، فهذا الأمر معروف، ففي ظل النظام الحالي تعيش الصحافة أسوأ أيامها! وكلمة “تعيش” كتير عليها كمان، وتستطيع أن تقول بلا مبالغة.. الصحافة الحرة التي نعرفها ماتت من زمان.
وأقول لك: بل هناك جديد على الساحة، والصورة المرفقة بهذا الموضوع هي دليلي على ذلك! أنه بيت سعيد أصحابه من الزملاء الصحفيين.. الزميلة الصحفية “سولافة مجدي” وزوجها الزميل الصحفي “حسام الصياد”.. كانوا في مكان عام عندما أنقضت الشرطة عليهم، وذهبوا وراء الشمس! وهما بالطبع أبعد الناس عن الإرهاب ، لكنها المطاردة المستمرة للصحفيين الأحرار الذين يرفضون مسح البلاط أو على الأقل الصمت في مواجهة الحكم البوليسي الجاثم على أنفاسنا. فهم لا يؤمنون بقاعدة السكوت من ذهب إزاء الظلم.
والجدير بالذكر أن الحكومة المصرية في التصنيف الدولي لحرية الصحافة تقبع ورا خالص في المركز رقم 163 من 180 دولة، وتقول الأمم المتحدة أن مصر مصنفة كثالث دول العالم كله في حبس الصحفيين، وتأتي بعد الصين وتركيا ، وهي رقم واحد في العالم العربي وإفريقيا كلها.
وهناك معلومات جديدة أذكرها لحضرتك تتمثل في أن القبض على الزميل الصحفي “حسام الصياد” وزوجته “سولافة مجدي” جاءت بعد فضيحة بجلاجل للنظام الحاكم تمثل في أقتحام مركز إلكتروني اسمه “مدى مصر”، وهو موقع يصدر باللغة العربية والإنجليزية معا قامت السلطة “بحجبه” ضمن 500 موقع إلكتروني محجوب في بلادي!! وأراد الحكم البوليسي تأديب العاملين فيه مثلما تفعل مع كل المواقع المصرية الأخرى إلا أنها فوجئت بوجود صحفيين أجانب يعملون هناك!! وطار الخبر إلى مختلف عواصم العالم وتصدر نشرات الأخبار فيها، وحتى أن وزير الخارجية الأمريكي أدلى ببيان شديد اللهجة حول هذا الإقتحام ! فأضطرت السلطة المصرية إلى التراجع تماما في هذه الخطوة وقامت بالإفراج عن جميع الصحفيين في “مدى مصر” حرصا على علاقتها مع الخواجات!! وياليتها أتعظت من تلك الفضيحة وتعلمت الدرس! وقبل أن يمضي يومين أرادت التأكيد على أنها لم تتراجع بل ماضية في سياسة البطش بالصحفيين فقامت بالقبض على هذا الصحفي المصري الجدع وزوجته الزميلة الصحفية الجميلة، ولم تتحرك الدنيا هذه المرة لأن المقبوض عليهم من المصريين وليس بينهم أجانب.. عجائب.
أضف تعليقك