يرى المجلس الثوري المصري تصعيدًا خطيرًا خلال الأيام السابقة وصل إلى حد التلويح غير المباشر باستخدام القوة العسكرية، وذلك فور إتمام الاتفاقية الخاصة بالحدود البحرية بين تركيا وليبيا، ويؤمن المجلس الثوري بعدة ثوابت هامة يجب الالتزام بها عند التعامل مع هذا الحدث الكبير:
١. قامت القيادة المصرية السياسية الناتجة عن الانقلاب العسكري بعدة أعمال ترقى إلى الخيانة خلال السنوات الأربع الأخيرة بداية من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين مما أفقد مصر السيطرة على الملاحة في خليج العقبة وبالتالي فقدت السيطرة على البحر الأحمر.
٢. قامت القيادة السياسية الناتجة عن الانقلاب العسكري بصناعة دوائر للعداء مع كل العرب ومالت بشكل تام للقوى الداعمة للثورة المضادة، فقد عادت وما تزال الشعب الليبي بدعمها للانقلابي "خليفة حفتر"، كما عادت إحدى أكبر القوى الإقليمية بالمنطقة وهي تركيا التي رفضت بشكل قاطع إنقلاب يوليو ٢٠١٣م، و انحازت بقوة ناحية محور الشر الصهيوني المتمثل في السعودية والإمارات ومن ورائهما الكيان الصهيوني.
٣. قامت بالتنازل عن مساحات كبيرة في حدود مصر البحرية لصالح اليونان والكيان الصهيوني، فقط لحصار تركيا وتضييق مجالها البحري، متنازلة عن ثروات لا تقدّر بثمن.
٤. تفريغ سيناء من ساكنيها لصالح الكيان الصهيوني وحصار أهل غزة الأبطال.
- منذ عصر "محمد على باشا" اعتاد الجيش المصري دخول حرب مع الأتراك بمعدل مرة كل قرن لإعادة ترتيب الأرض لصالح قوى الاحتلال، كما فعل محمد على في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وما فعله أحفاده أثناء الحرب العالمية الأولى بدعم قوات الاحتلال الانجليزي لفلسطين والقدس بمائة ألف جندي ضد القوات العثمانية التي كانت تدافع عن المدينة المقدسة.
إن هذه النقاط الخمس تؤكد بشكل قاطع عمالة الكيان المصري للصهاينة قلباً وقالباً مما يضع الشعب المصري في مأزق بالغ الخطورة أمام الأمة العربية والإسلامية بسبب أقصى درجات الخيانة التي يمثلها هذا الكيان المجرم.
وبناءً على ذلك يؤكد المجلس الثوري المصري على الآتي:
أولا) إن تحرك "خليفة حفتر" بدعم مصري إماراتي والاستفزاز بإطلاق صاروخ مضاد للسفن من غواصة مصرية وإعلان القيادة التركية استعدادها لإرسال قوات لليبيا يرفع من حدة التوتر لدرجة غير مسبوقة في شرق المتوسط، ومع التأكد من عمالة الكيان المصري للصهاينة والرغبة العارمة لحصار تركيا، والتسليح البحري الكبير لما يسمى بالجيش المصري خلال السنوات القليلة الماضية يشير إلى أن الأمور تسير إلى ما لا يحمد عقباه.
ثانيا) إن المجرمين المتصهينين الذين يسيطرون على مصر بقوة السلاح بعد السطو المسلح في ٢٠١٣م لا يمثلون شعب مصر ولا يعبرون عن طموحاته وأهدافه، ولذلك يدعو المجلس الثوري المصري كل ضباط الجيش وخصوصاً الرتب الصغري وكذلك ضباط الصف والجنود بالامتناع التام عن الدخول في أي صراع إقليمي سواء بدعم حفتر أو أي عمليات في اليمن أو ضد تركيا أو التدخل في الصراع الخليجي، وترك أسلحتهم وعدم الدخول في هذه المهاترات الصهيونية التي تدمر مصر والمنطقة لصالح العدو الأكبر "الكيان الصهيوني".
ثالثا) يهيب المجلس الثوري المصري بالقيادة التركية الحكيمة ضبط النفس لأقصى درجة أمام استفزازات الكيان الانقلابي المصري وليدرك الشعب التركي وحكومته أن مصر الحقيقية وشعبها تحت حصار من مجموعة من المجرمين القتلة، وأن هذه الطغمة لا تعبر عن مصر ولا شعبها.
رابعا) المستفيد الوحيد من كل هذه الصراعات هو الكيان الصهيوني وكل أعداء الأمة والمحاربون والمدمرون لهوية هذه الأمة وحضارتها.
إن المجلس الثوري المصري يؤمن يقيناً أنه سيأتي اليوم الذي تصبح فيه مصر وتركيا والعراق والشام والجزائر وباكستان وكل أراضينا وطنا واحدا ينشر العدل والسلام في كل أرجاء المعمورة ويخلّص البشرية وللأبد من القتلة والمفسدين، وهذا لن يكون بعيداً إن شاء الله.
أضف تعليقك