وصف المتحدث باسم قوات حكومة "الوفاق" الليبية، مصطفى المجعي، أمس الجمعة، البيان الذي أصدره اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، حول دخول طرابلس، بأنه "مكرر"، وأخذ أكبر من حجمه.
وعن قول حفتر إن "ساعة الصفر دقت لدخول العاصمة"، أكد المجعي- في تصريحات لـ"عربي21"- أن "هذا المتمرد في ورطة عسكرية أو صحية، جعلته يحاول تشتيت الانتباه عنها بهذا البيان".
وأكد المجعي أن "كلمة حفتر مكررة في مضمونها وعنوانها، على الأقل أربع مرات حتى الآن، أعلن فيها هذا الشخص عما أسماه "ساعة الصفر"، وبالكم ذاته من الأخطاء اللغوية والفنية، دون أن تشكل أي إضافة على المشهد، والساعة الآن تجاوزت الصفر بيوم، ولم يحدث شيء".
وأشار إلى أن "الكرة الآن في ملعب قواتهم، وهي من تملك زمام المبادرة، وإذا حصل تغيير على ميدان المعركة في القريب، فلن يكون إلا لصالح الليبيين على حساب القوات متعددة الجنسية التي تقاتل باسم حفتر، وتقاتل عنه في الواقع"، وفق معلوماته.
وتساءل المتحدث باسم قوات الحكومة عن دلالة بث هذه الكلمة في هذا التوقيت، مضيفًا: "لا شيء يدل على تسجيلها حديثا، فهو لم يشر إلى تطورات قريبة، وهي كلمة عامة تنفع لإذاعتها في شهر يوليو الماضي أو القادم، لا فرق مادامت الحرب مستمرة، فلا ارتباط لها بيوم ولا تاريخ ولا حدث".
وتابع: "أظن أنها سجلت تحسبًا لأي طارئ، وأرجح أن طارئا قد حصل في معسكر "حفتر"، ربما يتعلق بأتباعه أو حلفائه أو بشخصه وصحته، أقول ربما، لكن السياق يقول إن هذه الكلمة تم بثها لتشتيت الأنظار عن أزمة يمر بها معسكر "الغزاة"، بحسب وصفه.
وفي رده على قرار "حفتر" الأخير بوقف المفاوضات، قال "المجعي": "الحقيقة لا وجود لهذه المفاوضات فيما سبق مع المجرمين والقتلة والخارجين عن الشرعية، ولا مكان للتفاوض والحوار مستقبلا، هذا مشروع "انقلاب" لا مكان له في ليبيا المستقبل".
وأوضح المجعي: "حفتر لا بد أن يقول ذلك لمؤيديه، فهم في غاية الإحباط والقنوط، وهو نفسه يبحث عبر ما يسميهم "القبائل ومشائخهم إمكانية التواصل والبحث عن خروج مشرف يحفظ ما تبقى من ماء وجهه، كونه على وشك أن يخسر كل شيء إن لم يلق له "طوق نجاة"، وربما يعول على مؤتمر "برلين" أو غيرها، غير أنه يريد أن يظهر بمظهر القوي، الذي يفاوض من موقف الواثق، والذي قد يملي شروطا ويخبر أتباعه إن خرج منتصرا"، حسب تقديره.
من ناحية أخرى، كشف "المجعي" عن أن "الحكومة أصبحت الآن أقوى سياسيا وعسكريا، بعد وصول قوات أنهت تدريبها حديثا على أسلحة بإمكانها إسقاط الطائرات، وأحدثت فارقا في الجبهة، وأقوى أيضا بتكتيكاتها ومناوراتها التي أحبطت هجوما عول عليه المعتدون لاجتياح العاصمة يوم الجمعة الماضي، دون توضيح مكان التدريب".
وأضاف: "قواتنا الآن ترمي بعيدا، والمعسكر المعادي مضطرب داخليا، بعد تصاعد الصراعات والانشقاقات، أما "المرتزقة" فهم يحسنون الدفاع عن مواقعهم، لكنهم فاشلون في التقدم، ولا يستطيعون فعل شيء دون طيران، كما أن الغالبية انفضت من حول حفتر بعدما فطنوا إلى الخديعة والكذب".
وتابع: "كل الوعود والإغراءات من قبل "حفتر" لاتباعه تساقطت أمام وطيس المعارك، ونحن وضعنا اليوم أفضل، وجبهتنا أكثر تماسكا من ذي قبل، ولدينا كل عوامل النصر، وكل شيء سيكون في أوانه".
أضف تعليقك