• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: عز الدين الكومي

وزير خارجية الانقلاب وإعلام العسكر والشئون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، يقرعون طبول الحرب، ويهددون تركيا بأن جيش عبد الناصر سوف يعود!

ومن وجهة نظري هذه بشرة خير؛ لأن جيش عبد الناصر لم ينتصر في معركة قط، لا داخل مصر ولا خارجها، ولأن التهديد بعودة جيش عبد الناصر يجعل تركيا “تضع في بطنها بطيخة صيفى من بطيخ العسكر”؛ فالكل يعرف حقيقة جيش عبد الناصر في ٥٦، وحرب اليمن، ونكسة  ٦٧.

والطريف أن إعلام العسكر والشئون المعنوية يجيشون الشعب بزعم الأمن القومي، وأين كان أمنكم القومي يوم أن فرط قائد الانقلاب في جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية؟

أليس الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل أمنًا قوميًّا؟! وهل التنازل عن حقول الغاز لكل من قبرص واليونان لا يدخل في معنى أمنكم القومي؟ وبعد أن باع الصهاينة واليونان وقبرص قائد الانقلاب، قاموا بعقد اتفاق ثلاثى بعيدا عن مصر. فقامت مصر باستضافة اجتماع تنسيقي لوزراء خارجية كلّ من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث تطورات المشهد الليبي، وتفعيل المؤامرة على تركيا.

والسؤال هنا: ما جدوى هذا الاجتماع؟ وما دخل فرنسا به وهى داعمة لحفتر سرا وتعلن أنها تدعم حكومة الوفاق جهرا؟ هذا هو النفاق الأوروبي المعروف منذ قرون.

وزير خارجية الانقلاب الذى يبشر بعودة جيش عبد الناصر الفاشل، أقر خلال ندوة في روما بأن الاتفاق البحري التركي الليبي لا يمس المصالح المصرية، لكنه يقطع الطريق على إمكانية نقل الغاز من أماكن متنازع عليها شرق البحر المتوسط إلى أوروبا من دون التفاوض مع الجانب التركي. كما أن المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالن”، صرح بأن معلومات وصلته من مصادر مختلفة وقنوات رسمية وغير رسمية، عن امتنان جمهورية مصر العربية من الاتفاقية البحرية المبرمة بين تركيا وليبيا. ومصر سعيدة جدا بالاتفاقية التي أبرمناها مع ليبيا، بشأن تحديد مناطق الصلاحية البحرية، والمسئولون المصريون قالوا ذلك، لقد اتسعت منطقتهم”.

ومنذ أسبوع دعت مصر لعقد اجتماع بالجامعة العربية- التى ماتت سريريا- لجلسة طارئة لمناقشة التدخل التركي في ليبيا، وكالعادة لم يتعد موقف الجامعة العربية، دائرة الإدانة والشجب والاستنكار واللجوء إلى الأمم المتحدة وأمينها العام. وقد كتب مطبل النظام “مصطفى بكري”، تغريدة يشكو فيها بثه وحزنه لعصابة الانقلاب قائلاً: “بيان الجامعة العربية جاء دون مستوى التحديات المفروضة على ليبيا والأمة العربية، البرنامج ينطلق من مرجعية اتفاق الصخيرات الذي سقط منذ عام ٢٠١٧، وكان سببًا فيما تعانيه ليبيا من أزمات حتى اليوم، البيان عجز حتى عن توجيه اللوم لحكومة السراج، ولم يذكر تركيا كطرف معتد، وإنما اكتفى بعبارات باهتة، وكان الأجدى به أن يعترف بالحكومة المؤقتة التي وافق عليها مجلس النواب الليبي المنتخب، وأن يطرد سفراء السراج من بلداننا أسوة باليونان”.

ولم يكتف بذلك، بل نشر يوم الاثنين الماضى، صورة قال إنها تعود لجنود أتراك تم اعتقالهم في ليبيا على يد مليشيات حفتر، ليتضح أن الصورة تعود بالفعل لجنود أتراك، لكن اعتقلوا أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، على الرئيس رجب طيب أردوغان. وكتب تعليقًا تحت الصورة يقول فيه: “المرتزقة المتآمرون، أردوغان وعملاؤه يسقطون في الوحل، والجيش والشعب الليبي يقول للعثمانلي، انتظر التوابيت، ليبيا عمر المختار ستلقنكم دروسا مريرة”. وصفعة أخرى تلقاها النظام الانقلابي، وهى أن تونس والجزائر يميلان لتأييد الموقف التركى، وهو ما تمثل في زيارة الرئيس التركى لتونس، كما أنه تلقى دعوة من الرئيس الجزائرى لزيارة الجزائر التى أعلنت أن سقوط طرابلس خط أحمر. وإذا كان الأمر كذلك، لماذا هذا الشحن وهذا الحشد الإعلامي الكاذب؟!

وللإجابة عن هذا التساؤل، نرى أن النظام الانقلابي أراد استغلال التدخل التركي في التحشيد داخليا لاكتساب «شرعية» إضافية، من منطلق أن تركيا تهدّد الأمن القومى المصرى. فضلا عن التغطية على ذكرى ثورة يناير، والتى ستحل بعد أسبوعين، وصرف الأنظار عن فضائح النظام وفشل مفاوضات سد النهضة.

وقد ذكر أحد مطبلاتية النظام- عماد الدين حسين- بأن سياسيًّا عربيًّا زار القاهرة مؤخرا، وعلى ما يبدو أن اسم السياسي العربي البارز من الأسرار العسكرية لدى المطبلاتي الذى يعمل في بلاط العسكر، فأخبرنا بأن السياسى العربى قال إنه من الخطأ البالغ الدخول فى عداوة مع الشعب التركى، ويجب التفريق بينه وبين أردوغان، بل هناك ضرورة للتواصل مع القوى السياسية التركية المعارضة.

وحينما يتم التصدي لأردوغان وإفشاله، فإن ذلك سيشجع المعارضة التركية على التصدى له، خصوصا أنها بدأت تدرك خطورة توريط تركيا وجيشها فى مغامرات خارجية. لكن لو تمكن أردوغان من الهيمنة على ليبيا فسوف يستمر حكمه من دون أى معارضة تذكر.

وعلى مصر وبقية الدول العربية زيادة التنسيق مع أوروبا، خصوصا اليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا، والسياسي البارز- تحفظ على ذكر إسرائيل- لأنه عربجى قومجى بارز، وإفهامها أن نجاح مخطط أردوغان يعنى أنه سيهدد أوروبا، فإذا كان يبتزها عبر ورقة المهاجرين السوريين من تركيا، فإنه سيضاعف ذلك لثلاث أو أربع مرات عبر ليبيا.

أيها السياسي العربي اللقيط، هذا هو الذى سيحدث بالضبط، سوف يوقف الأتراك حفتر، وسيرضخ للحل السياسى، وستنفذ الاتفاقيات التركية الليبية بالتمام والكمال، رغم أنف كل حاقد وحاسد، وستخرج مصر من “المولد بلا حمص”؛ لأنها أعلنت عن موقفها صراحة بدعم جنرال الحرب، وهذا من الغباء السياسي أيها السياسي العربي اللقيط!.

وأما الدول الأوربية فباتت تدرك خطورة الوضع في ليبيا، لكن بعد فوات الأوان، وسوف يقبل الأوروبيون بالدور التركى صاغرين. فهمت أيها السياسي العربي المستتر أنت ومن يروج لك أكاذيبك؟.

أضف تعليقك