أصدرت البعثة الأممية إلى ليبيا، الأحد، بياناً أكدت فيه أن بعض الدول لا تزال ترسل أسلحة ومقاتلين، في خرق لحظر توريد السلاح إلى هذا البلد، وذلك رغم الالتزامات التي قطعتها الدول التي شاركت في مؤتمر "برلين" على نفسها.
وقالت البعثة في بيان: "خلال الأيام الـ 10 الماضية، رُصدت عدة طائرات شحن ورحلات أخرى أثناء هبوطها في المطارات الليبية في القسمين الشرقي والغربي للبلاد".
وأشارت البعثة إلى أن هذه الطائرات كانت تحمل أسلحة متطورة وآليات عسكرية ومستشارين عسكريين ومقاتلين؛ لتوفير تفوق عسكري للفرقاء الليبيين.
وذكرت البعثة الأممية في بيانها أن الهدنة التي توصّل لها كل مما يُعرف بـ "الجيش الوطني الليبي" وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، والذي خفّف من حدة القتال في العاصمة "طرابلس"، منح المواطنين فرصة لالتقاط الأنفاس.
وأشارت البعثة إلى أن هذه الهدنة الهشة مهددة؛ بسبب توريد بعض الدول الأسلحة والمقاتلين والذخائر والأنظمة المتطورة للفرقاء من قبل الدول الأعضاء، بما في ذلك تلك التي شاركت في مؤتمر "برلين"، وفقاً للبيان.
وفي ذات السياق، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، تراجع إنتاج النفط الليبي خلال 6 أيام بأكثر من 73 بالمئة؛ جراء الحصار الذي تفرضه قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" على موانئ رئيسية لتصدير الخام وإغلاق حقول نفطية في البلاد.
وقالت المؤسسة، في بيان: إن "معدل إنتاج النفط تراجع من أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم إلى 320 ألفاً و154 برميلاً في اليوم (أي بتراجع قدره 73.3 بالمئة)".
وأضافت أن "الفاقد التراكمي للإنتاج حتى 23 يناير (كانون الثاني) 2020 بلغ 3 ملايين و907 آلاف و318 برميلاً في غضون 6 أيام".
وقدّرت المؤسسة "الخسائر المباشرة التي تسبّب فيها الإقفال غير القانوني لمنشآتها بحوالي 256.6 مليون دولار، حتى 23 يناير 2020؛ وذلك نتيجة للانخفاض الكبير في معدلات الإنتاج".
وشدّدت مؤسسة النفط على أنه رغم الإغلاقات التي طالت الموانىء والحقوق النفطية إلا أن الوقود لا يزال متوفرًا في أغلب المناطق.
وقالت شركة البريقة لتسويق النفط، في البيان: إن لديها سعة تخزينية كافية في المناطق الوسطى والشرقية، إلا أن المستودعات في المناطق الغربية والجنوبية، وخصوصًا مستودعات العاصمة "طرابلس" و"سبها"، تعاني من صعوبات لوجسيتية؛ بسبب الحرب القائمة.
وأضافت الشركة أن إيصال الوقود إلى المناطق الجنوبية يشكل خطرًا على حياة السائقين، ولا تزال الجهود مستمرة لإيجاد حلول.
ودعت مؤسسة النفط إلى "إنهاء الإقفالات والسماح لها باستئناف الإنتاج فورًا، لضمان استمرار إمدادات منتجات الوقود إلى كافة المناطق، ورفد دورة الاقتصاد الليبي بهذه الإيرادات الحيوية".
وفي تحدٍّ لمؤتمر "برلين" الدولي حول ليبيا، الأحد الماضي، أغلقت قوات "حفتر" حقلي "شرارة" و"الفيل" النفطيين، إضافة إلى 5 موانىء نفطية شرقي ليبيا.
وتنازع قوات "حفتر" حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليًا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وتشن قوات "حفتر"، منذ 4 أبريل الماضي، هجومًا للسيطرة على "طرابلس" (غرب)، مقر الحكومة الليبية.
وقُتل جراء المعارك أكثر من 280 مدنيًا، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضاً إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألفًا؛ بسبب المعارك.
أضف تعليقك