• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم..محمد عبدالقدوس

قبل الدخول في التفاصيل، أؤكد لحضرتك أن هزيمة ثورتنا مؤقتة، وحدثت من قبل لمختلف الثورات، والتاريخ يؤكد أن الثورة منتصرة في النهاية حتى ولو ظهر من الوهلة الأولى أن الاستبداد السياسي أصبح له السيطرة المطلقة على البلاد والعباد.

ومن جهة أخرى فإن أحد الفوارق الأساسية بين الإنسان والحيوان، أن بني آدم يستفيد من تجاربه ويتعلم من أخطائه، فلا يكررها من جديد، وصدق من قال: “لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين”.

ومن هذا المنطلق ألخص لحضرتك أهم الدروس المستفادة من الكارثة التي حلّت بمصر كلها بعد فشل ثورة يناير، ويمكن إجمالها في سبع نقاط محددة.

1_ لا بد للانتفاضة الشعبية الناجحة من قائد تجتمع حوله أطياف الثورة المختلفة، وثورتنا كانت بلا قائد.

2_ أهمية أن تكون هناك خريطة واضحة لخطوات العمل المطلوبة بعد نجاح الثورة في إسقاط النظام البائد.

3_ الخلاف بين فرقاء الثورة بعد نجاحها يعني أن الثورة ستفشل إن عاجلا أو آجلا، وهذا ما جرى بالفعل.

4_ إذا وصل أحد فصائل الثورة إلى الحكم، فلا يجوز له أن ينفرد بحكم مصر ويتجاهل شركاء الثورة الآخرين.

5_ لا يجوز لشركاء الثورة الاستعانة بالجيش ودفعه إلى التدخل لنصرة فريق ضد آخر والتهليل لسحقهم والبطش بهم؛ لأن القوات المسلحة لن تتدخل إلا لإحكام قبضتها على البلاد والعباد، ومن أجل ذلك تبطش بالجميع بمن فيهم أولئك الذين قاموا بتأييدها في البداية، ولا توجد دولة في الدنيا استولى فيها الجيش على السلطة باسم الشعب، ثم أعطى لهم ديمقراطية حقيقية وعاد مرة أخرى إلى ثكناته.. وإذا رأيت ذلك في أي مكان في العالم فاعلم أنه استثنائي جدا ولا يتكرر.

6_ الحذر من مؤامرات أعداء الثورة في الدولة العميقة والذين لهم سيطرة واسعة على أجهزتها، فهؤلاء لن يتوقفوا عن تدبير المؤامرات بغرض إفشال الثورة، ودفع الناس العاديين أو حزب “الكنبة” للاحتجاج عليها والانفضاض من حولها، بل والزعم أن العهد البائد قبل الثورة كان الأفضل.

7_ والنقطة الأخيرة مرتبطة بالسابقة، فلا بد لمن ينهض بمؤسسات الدولة في مختلف أجهزتها أن يكونوا أكفاء، يكفيهم أن يكونوا على ولاء للثورة وليس بشرط أن ينتموا إلى أي فصيل، ومش معقول أبدا تنجح ثورة في بناء نظام جديد وكل أجهزة الدولة ضدها مثل الجيش والبوليس والقضاء والإعلام، ومختلف الوزارات.. وكل هؤلاء يجب أن يقودهم مصريون شرفاء يتطلعون إلى عهد جديد.. أليس كذلك؟

أضف تعليقك