وجهت إيمان محمود، المتحدثة الإعلامية باسم جماعة الإخوان المسلمون، التحية لحركات التحرر والمقاومة الفلسطينية.
وكتبت المتحدثة باسم الإخوان: كل الدعم والمؤازرة لحركات التحرر والمقاومة الفلسطينية الثباتة على مبادئها رغم الكيد العالمي، ومعه الخنوع العربي سواء بدعم العدو، أو بالصمت المطبق على ما يُسمى صفقة القرن.
وتابعت: إن لم تتكلم الحكومات في موقف يضيع فيه الأقصي والقدس، فمتى تكون مواقف الرجال؟!.
كانت جماعة الإخوان قد أصدرت بيانا عاجلا بعد إعلان ترامب عن صفقة القرن المزعومة، حيث أكدت الجماعة رفضها لكل ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني من ترامب وعملاءه العرب.
وقال البيان:
في ظل انحياز الإدارة الأمريكية غير المسبوق للكيان الصهيوني، أعلن الرئيس الأمريكي مساء أمس الثلاثاء (28 يناير 2020م ) عن ما يسمى "صفقة القرن " ، وهي صفقة مشبوهة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتمكين للكيان الصهيوني المحتل في فرض هيمنته على كامل التراب الفلسطيني، وتسقط حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم بعد أن جرَّد ما يسمى بـ"قانون القومية" قبل عامين أهل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨م من حق المواطنة، وحوَّلهم إلى رعايا أجانب.
وقد جرى التمهيد لتلك الصفقة المشبوهة بعد فرض أوضاع كارثية على المنطقة، أضعفتها، وكبَّلت شعوبها عبر حكومات وأنظمة دكتاتورية، تحكم شعوبها بالحديد والنار، وتعلن ولاءها للعدو الصهيوني جهارا نهارا، أو في الخفاء، مقابل تمكينهم من كراسي الحكم.
إن تبني الإدارة الأمريكية هذه الصفقة اللعينة، والإعلان عنها بهذا الشكل الفجّ يؤكد انهيار الشرعية الدولية، وعدم جدوى المنظمات الدولية الراعية لحقوق الشعوب، ويؤكد أننا نعيش في عالم القطب الواحد؛ فأكبر وأقوى دولة في العالم - إن كانت تفتخر يوما ما بأنها تناصر حق الشعوب في الحرية والاستقلال - تثبت بهذه الصفقة أنها تخلت عن ذلك، وأنها تدعم احتلال أراضي الغير بالقوة، كما أنه يؤكد نهج الولايات المتحدة في استمرارها الكيل بمكيالين، ويشكل سقوطا أخلاقيا ذريعا لها، يفقدها دور الوسيط والمحايد؛ ولذا فإن الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والعالم الحر أجمع، مطالبون بسرعة التحرك لوقف هذا العدوان الجديد، احترامًا للقرارات الدولية، وحفاظًا على مصداقيتهم من الانهيار.
إن هذه الصفقة المشبوهة لن تغير من حقائق التاريخ والجغرافيا التي تثبت بما لا مجال فيه للشك أن فلسطين كانت وما زالت عربية، وهي أرض الفلسطينيين، على الرغم من المحاولات الخبيثة المتواصلة التي تقوم بها آلة التزوير الصهيونية في سبيل طمس الحقائق التاريخية الثابتة، ولن تتمكن قوة مهما بلغ عتوُّها من اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
وجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت في أكثر من مناسبة رفضها تلك الصفقة المشبوهة تجدد تأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، فهي الأرض التي بارك الله حولها وشرفها بأن جعلها مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم، وخلد ذكرها في القرآن العظيم بقوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِد الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير)، وهي التي تضم أقدس مقدسات الإسلام بعد الحرمين الشريفين، فضلاً عن الكثير من المقدسات المسيحية.
وتثمن الجماعة موقف السلطة الفلسطينية، وكل الفصائل الفلسطينية الرافض لتلك الصفقة، وتطالب الجميع بالعمل الجاد على إنهاء الانقسام، وتحقيق وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني بكل مكوناته المختلفة، وسرعة التوافق على استراتيجية وطنية جامعة تحمي حقوق الشعب وتدافع عن مقدراته، وتواجه كل هذه المؤامرات والتحديات الخطيرة.
كما تثمن جماعة الإخوان مواقف الدول الرافضة لتلك الصفقة وتطالبها بدعم وحدة الشعب الفلسطيني ودعم كفاحه من أجل تحرير أرضه، وتثمن كذلك موقف الأحرار في كل العالم الرافضين لتلك الصفقة المشبوهة.
وتهيب جماعة الإخوان بأبناء الأمة في بقاع العالم المختلفة أن ينتفضوا في احتجاجات شعبية سلمية للتعبير عن رفضهم لتلك الصفقة، وأن يجعلوا من يوم الجمعة القادم وما بعده أيام دعم ومناصرة للقضية الفلسطينية (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (الروم: 69).. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف:21).
أضف تعليقك