• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم عز الدين الكومي

يقول الشيخ الشعراوى، رحمه الله: “الثائر الحق هو الثائر الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد”. وهناك من الثوار، الذين لم يهدموا فسادا ولم يبنوا أمجادًا، بل كانوا ولا يزالون خنجرا مسموما في خاصرة الثورة. ومن أمثال هؤلاء، “وائل غنيم” الذى خرج في مشهد دراماتيكى، حليق الرأس والحاجبين وبملابس شبه عارية، يتكلم بطريقة هيستيرية غير متزنة، كأنه واقع تحت تأثير مخدر.

ظهر “وائل غنيم ” متجردا من أفكاره الثورية والليبرالية، طالبا من الثوار، الذين ما زالوا يعتزون بثورة يناير، أن يتخلوا عن ثوريتهم، ويتركوا النظام الانقلابي ليقضى على البقية الباقية من أحلام الملايين.

وفجأة وبدون مقدمات، قام بتنشيط صفحة “كلنا خالد سعيد”، لا ليعيد أمجاد الثورة، بل ليعلن الحداد على الثورة والثوار في آن واحد، ولم يكتف بذلك، بل كل يوم يخرج علينا بتقليعة جديدة، فبعد أن قام بعملية تثبيط الشباب من النزول للشارع، وبث روح اليأس والانهزام في نفوس هؤلاء الشباب، وضرورة الاستسلام للأمر الواقع، مع وصلات مدح وإطراء لقائد الانقلاب ونظامه القمعي الديكتاتوري- نصَّب نفسه متحدثًا باسم داخلية الانقلاب ليعلن عن وفاة عضو البرلمان السابق “مصطفى النجار” بعد إلزام محكمة القضاء الإداري، داخلية الانقلاب بالكشف عن مصيره.

وسعى إلى تبرئة ساحة السلطات الانقلابية من دم مصطفى النجار، معلنًا أن “مقتله” جاء على الحدود المصرية مع السودان، وأنه ليس مختفيًا قسريًّا، كما يقول البعض. كما قام بالرد على تغريدة للسيناتور الأمريكي، “ماركو روبيو”، الذى طالب خلالها السلطات الانقلابية بضرورة اتخاذ جميع الخطوات لتوفير معلومات عن مكان النجار لعائلته.

وقد ردَّت “إيمان النجار”، شقيقة “مصطفى النجار”، وفندت أكاذيب “وائل غنيم” قائلة: “إن ما يتم تداوله عن شقيقها، تزامنًا مع حكم المحكمة الإدارية بإلزام وزارة الداخلية المصرية بالكشف عن مكان اختفائه، يعد محاولة دفاع عن السلطات المصرية. واعتبرت “إيمان النجار” أن محاولات تبرئة ساحة السلطات المصرية وتأكيد وفاة النجار على الحدود المصرية، ما هو إلا “محاولات وقحة”.

وتارة يعتذر لولى العهد السعودي قائلاً: “أعتذر للأمير محمد بن سلمان عن كل إساءة وجهتها له عبر مقاطع فيديو اليوتيوب. أنا كنت باحث عن الحقيقة ووصلت الآن لقناعة أن ما يحدث من فتنة في العالم العربي يجب أن يتوقف، وأن نبحث جميعا عن الطريق المشترك إلى الله، فيجمعنا على حبه يا سميَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وتارة أخرى يتغنى بحفتر وأمجاده قائلاً: “أنا حبيت حفتر لما قاله للتركي المستحلم بأمجاد مسلسلاتهم الممطوطة بخيالهم الأرطغرلي. وحبيته أكثر لأن أمثال @YZaatreh وهو بوق معلوف بالريالات القطرانية يغضبه أن يذكِّر حفتر أردوغان بأن العبرة بالأصل يا للي نسيت أصلك وماشي ورا جحش مزعتر”.

وتارة رابعة يقول إنه: “لا يريد أن يعيش حياة مملة يحكمها الخوف يكون فيها مجبرًا على أن يطأطئ رأسه”، مؤكدا أنه اختار عدم الاستسلام. وأنه لم يتخل عن مصر، كما لن يتخلى عن “عالم تكون فيه قوة الناس العاديين أكبر من قوة الناس الذين لديهم السلطة”.

وتارة يسعى إلى تبرئة ساحة دولة الإمارات المخربة، وينفى عنها أى محاولة للمشاركة في الانقلاب على الرئيس المنتخب، الرئيس “محمد مرسى” وتقويض التجربة الديمقراطية الوليدة، ويعتبرها “حمامة سلام” المنطقة؛ قائلا: عبد الله بن زايد حبيبي وأقبل يده، والإمارات لم تمول الانقلاب في مصر.

ونفى أن تكون الإمارات قد تدخلت بأي شكل في الانقلاب الذي قاده السيسي، أو إنها دعمت حركة تمرد بأي شكل من الأشكال، رغم كل التقارير والتسريبات الصوتية التي تم الكشف عنها في وقتها، واعتراف أفراد حركة تمرد بتمويل دولة الإمارات.

وعلى طريقة الإعلام الانقلابي، زعم غنيم أن قطر هي من دمرت مصر، وتقود مؤامرة كونية مع تركيا وإيران والإخوان. وفى إحدى تغريداته، يحاول أن يظهر بمظهر الفيلسوف والحكيم، الذى عركته التجارب قائلاً: “الشعب يريد إسقاط النظام: إسقاط أي نظام بيبقى نتايجه كارثية لأن البديل هو الفوضى.. التغيير الفجائي في ظروف استثنائية لقيادات أي نظام معقد مخاطرة غير مأمونة العواقب.. الشعب يريد شعارا ديكتاتوريا لأن اللي بيهتف مش هو الممثل عن الشعب.. الشعب يريد محدش يُريد بالنيابة عن الشعب”.

ومن قال إن قيام ثورة يسقط الدولة، الثورة تهدف إلى إسقاط العصابة الفاسدة، التى دمرت البلاد وفرطت في ثرواتها ومقدرات الشعب، وإذا لم يسمع الحاكم الطاغية إلى صوت العقل، ويعطى مجالا للحريات، ويفقد الشعب الأمل في الإصلاح، فلا مفر من ثورة تزيح هذه الطغمة الفاسدة، أما الاستمرار في مسلسل الفشل والفساد والخراب بزعم سقوط الدولة والمؤامرة الكونية فهذه أباطيل وخرافات الإعلام الفاسد المأجور.

وتكتمل تمثليته العاطفية، حيث حاول إبداء التعاطف مع أرملة الرئيس الشهيد “محمد مرسي”، التي فقدت زوجها وابنها الأصغر عبد الله خلال الشهور الثلاثة الماضية، وطالب السيسي “بتقبيل يديها”. كما دعا المخابرات الحربية بضرورة التواصل معه، لأنه يريد أن “يبحث أوضاع البلاد” وما تمر به من أزمات. وهل أوضاع البلاد يبحثها الرويبضات من أمثالك من ثوار السبوبة؟!.

أضف تعليقك