• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

منذ أكثر من أسبوع لا أعرف كيف أصف شعوري أو أعبّر عن همومي بعدما انتشر الوباء في الكون كله، وقد قرأت من أفاضل الناس عن الحكم والآيات والنصائح والاستنتاجات الكثير الذي أفادني، بحيث لم أجد ما أكتبه أو أنشغل به،

لكن في كل يوم يلح على عقلي سؤال أو مدخل لفكرة لا أعرف كيف أصوغها، بل تحتاج عقولا تستوعبها لتفكر فيها. وقد قادني تفكيري لأكتب هذه المقالة لعلها تثير حوارا أو تفتح آفاقا أو يتلقفها من هو خير مني لفهم مراد الله مما حدث، وما الواجب فعله بعد انتهاء الاختبار الإلهي للعالم، وما تأثير ذلك على أمة الإسلام بوجه عام وعلى مصر بوجه خاص.

قبل أن أسرد خواطري أذكر بالمعنى الذي رسخ في قلوبنا من أن الله إذا أراد أن يأخذ جبارا أخذه من موطن قوته، وهذا ما يليق بجلال الله. وهذا الفيروس الضعيف الذي يغزو خلايا الإنسان فقط لكي يحيا أمام عصر العلم والتكنولوجيا والصعود للفضاء وظن القدرة والتحكم في كل ما يدور على الأرض وصدق الله العظيم: "إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (يونس: 24).

أولا: كيف تحول إنجاز التواصل الاجتماعي وتعدد وسائله إلى أوامر بالتباعد الاجتماعي والاقتصار على وسائله؟ ما الرسالة لنا هنا؟

ثانيا: ما قيمة تكشف وفضح حقيقة أقوام (نخب- حكام- مؤسسات... الخ)، فظهرت عورات بعضهم وتكشف رقي أخلاق بعضهم؟

ثالثا: هل الوباء تدخل إلهي لتصحيح مسار البشرية التي يقودوها مغامرون لا يؤمنون بالله ولم يستسلموا لسننه في الكون، فكادت الأرض أن تهلك بمن فيها قبل أوانها، وقد تلوثت حياة الناس ومناخها فيما لم يجد هؤلاء الطغاة من يردعهم؟ 

رابعا: هل هذا التدخل الإلهي بهذا الوباء الذي أخذ البر والفاجر، ولم يستثن أحدا إلا بفضل الله يمكن أن نحسبه إعلانا بفشل المسلمين أصحاب الرسالة الخاتمة إجمالا في تبليغ رسالة رب الكون بشكل يليق، مع الأخذ في الاعتبار النجاحات الفردية والاجتهادات هنا وهناك؟

هل أراد الله أن يوقظ العالم كله، وفي القلب منه المسلمين، وهم من يحملون الأمانة وقد أخفقوا، والمستكبرين في الأرض الذين يحملون لواء التحدي لسنن الكون وقد تمادوا حتى ادعوا العظمة والقدرة على إدارة الكون وفق خططهم؟ أو بشكل آخر، هل هذا هو مصير التدين المغشوش الذي ادعاه جبابرة وعوام المسلمين؟ أم هو نهاية من اعتقد أن القوة لغير الله، وأن مصائر الشعوب بين يدي المالكين للرصاص والدولار فاستسلم لهم بلا مقابل؟

خامسا: هل سيمنح هذا الوباء للشعوب قوة جديدة بعدما تكشف عجز الإمبراطوريات والدول والنظريات وفساد منطقها؟ فقد تضررت نظريات كثيرة مثل نهاية العالم، والمبادئ الأساسية للتصنيع العالمي والعولمة وآثارها وتفرد أمريكا بالقوى العظمى، وسيطرة الرأسمالية، وإعادة النظر في سيطرة الشيوعية، وتغير المناخ الذي تسبّب فيه سفه الاقتصاديين.

كما تضررت أفكار الوحدة الاقتصادية والتكتلات العنصرية. إن افتضاح السياسات العالمية والداخلية في الدول الغنية والمتوسطة وأشباه الدول سيزداد مع طول مدة بقاء الوباء حتى تتم السيطرة عليه، فستقف المصانع ويقل العرض ثم تزداد البطالة، ويقل الطلب ليدخل العالم كله في كساد اقتصادي لا يعلم الله متى ينتهي، فهل هذا سيدفع الناس للإحباط أم للانتحار أم للثورة أو حتى الفوضى والنهب، كي يحيا في ظل أنظمة امتصت دماء شعوبها واستولت على ثروات بلادها وحتى قروضها؟!

هل آن للشعوب أن تراجع نفسها في ظل متغيرات تهدد وجودها وحكومات عاجزة أو منشغلة بإنقاذ نفسها؟ هل آن للشعوب أن تراجع قدراتها على التغيير والتحكم في مستقبلها بشكل مباشر لتهذيب أو التخلص من سلطات حكمت باسمها ونهبت حقوقها، ولم تفلح في حمايتها أو الدفاع عنها أو حتى التنازل عن بعض ما نهبته لسد جزء من احتياجات الشعوب؟

سادسا: لا شك أننا في حاجة لدراسة (سنبدأ فيها إن شاء الله) حول كيف سيكون شكل العالم بعد أزمة كورونا وخاصة الأمة الإسلامية، وفي القلب منها مصر، لنعرف القدرات الموجودة والأدوار المطلوبة لإحداث تغيير حقيقي لإنقاذ الأمة، وفي القلب منها مصر، يشارك فيه الجميع ممن يحبون أمتهم ووطنهم لعملية إنقاذ من بقاء الأمر في أيدي أمثال ابن سلمان وابن زايد وبشار وحفتر وسيسي هذا الزمان، فهؤلاء من ضمن الأسباب الحقيقية لضعف الأمة وهوانها؛ فجعلوا منها جغرافيا مستباحة لكل طامع، وتاريخا مشوها من صنعهم وصنع أمثالهم، وثروات تضاف لأرصدة أعدائهم وأسيادهم ولا حق للشعوب فيها. نحن نحتاج، كما قال الشيخ الغزالي رحمه الله، إلى يقظة عقلية قبل أن نشرع في نشاط سياسي أو اجتماعي للتنفيذ في الواقع.   

ها قد أراد الله تغييرا فلا تغفلوا ولا تتخلفوا عنه.منذ أكثر من أسبوع لا أعرف كيف أصف شعوري أو أعبّر عن همومي بعدما انتشر الوباء في الكون كله، وقد قرأت من أفاضل الناس عن الحكم والآيات والنصائح والاستنتاجات الكثير الذي أفادني، بحيث لم أجد ما أكتبه أو أنشغل به،

 

لكن في كل يوم يلح على عقلي سؤال أو مدخل لفكرة لا أعرف كيف أصوغها، بل تحتاج عقولا تستوعبها لتفكر فيها. وقد قادني تفكيري لأكتب هذه المقالة لعلها تثير حوارا أو تفتح آفاقا أو يتلقفها من هو خير مني لفهم مراد الله مما حدث، وما الواجب فعله بعد انتهاء الاختبار الإلهي للعالم، وما تأثير ذلك على أمة الإسلام بوجه عام وعلى مصر بوجه خاص.

قبل أن أسرد خواطري أذكر بالمعنى الذي رسخ في قلوبنا من أن الله إذا أراد أن يأخذ جبارا أخذه من موطن قوته، وهذا ما يليق بجلال الله. وهذا الفيروس الضعيف الذي يغزو خلايا الإنسان فقط لكي يحيا أمام عصر العلم والتكنولوجيا والصعود للفضاء وظن القدرة والتحكم في كل ما يدور على الأرض وصدق الله العظيم: "إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (يونس: 24).

أولا: كيف تحول إنجاز التواصل الاجتماعي وتعدد وسائله إلى أوامر بالتباعد الاجتماعي والاقتصار على وسائله؟ ما الرسالة لنا هنا؟

ثانيا: ما قيمة تكشف وفضح حقيقة أقوام (نخب- حكام- مؤسسات... الخ)، فظهرت عورات بعضهم وتكشف رقي أخلاق بعضهم؟

ثالثا: هل الوباء تدخل إلهي لتصحيح مسار البشرية التي يقودوها مغامرون لا يؤمنون بالله ولم يستسلموا لسننه في الكون، فكادت الأرض أن تهلك بمن فيها قبل أوانها، وقد تلوثت حياة الناس ومناخها فيما لم يجد هؤلاء الطغاة من يردعهم؟ 

رابعا: هل هذا التدخل الإلهي بهذا الوباء الذي أخذ البر والفاجر، ولم يستثن أحدا إلا بفضل الله يمكن أن نحسبه إعلانا بفشل المسلمين أصحاب الرسالة الخاتمة إجمالا في تبليغ رسالة رب الكون بشكل يليق، مع الأخذ في الاعتبار النجاحات الفردية والاجتهادات هنا وهناك؟

هل أراد الله أن يوقظ العالم كله، وفي القلب منه المسلمين، وهم من يحملون الأمانة وقد أخفقوا، والمستكبرين في الأرض الذين يحملون لواء التحدي لسنن الكون وقد تمادوا حتى ادعوا العظمة والقدرة على إدارة الكون وفق خططهم؟ أو بشكل آخر، هل هذا هو مصير التدين المغشوش الذي ادعاه جبابرة وعوام المسلمين؟ أم هو نهاية من اعتقد أن القوة لغير الله، وأن مصائر الشعوب بين يدي المالكين للرصاص والدولار فاستسلم لهم بلا مقابل؟

خامسا: هل سيمنح هذا الوباء للشعوب قوة جديدة بعدما تكشف عجز الإمبراطوريات والدول والنظريات وفساد منطقها؟ فقد تضررت نظريات كثيرة مثل نهاية العالم، والمبادئ الأساسية للتصنيع العالمي والعولمة وآثارها وتفرد أمريكا بالقوى العظمى، وسيطرة الرأسمالية، وإعادة النظر في سيطرة الشيوعية، وتغير المناخ الذي تسبّب فيه سفه الاقتصاديين.

كما تضررت أفكار الوحدة الاقتصادية والتكتلات العنصرية. إن افتضاح السياسات العالمية والداخلية في الدول الغنية والمتوسطة وأشباه الدول سيزداد مع طول مدة بقاء الوباء حتى تتم السيطرة عليه، فستقف المصانع ويقل العرض ثم تزداد البطالة، ويقل الطلب ليدخل العالم كله في كساد اقتصادي لا يعلم الله متى ينتهي، فهل هذا سيدفع الناس للإحباط أم للانتحار أم للثورة أو حتى الفوضى والنهب، كي يحيا في ظل أنظمة امتصت دماء شعوبها واستولت على ثروات بلادها وحتى قروضها؟!

هل آن للشعوب أن تراجع نفسها في ظل متغيرات تهدد وجودها وحكومات عاجزة أو منشغلة بإنقاذ نفسها؟ هل آن للشعوب أن تراجع قدراتها على التغيير والتحكم في مستقبلها بشكل مباشر لتهذيب أو التخلص من سلطات حكمت باسمها ونهبت حقوقها، ولم تفلح في حمايتها أو الدفاع عنها أو حتى التنازل عن بعض ما نهبته لسد جزء من احتياجات الشعوب؟

سادسا: لا شك أننا في حاجة لدراسة (سنبدأ فيها إن شاء الله) حول كيف سيكون شكل العالم بعد أزمة كورونا وخاصة الأمة الإسلامية، وفي القلب منها مصر، لنعرف القدرات الموجودة والأدوار المطلوبة لإحداث تغيير حقيقي لإنقاذ الأمة، وفي القلب منها مصر، يشارك فيه الجميع ممن يحبون أمتهم ووطنهم لعملية إنقاذ من بقاء الأمر في أيدي أمثال ابن سلمان وابن زايد وبشار وحفتر وسيسي هذا الزمان، فهؤلاء من ضمن الأسباب الحقيقية لضعف الأمة وهوانها؛ فجعلوا منها جغرافيا مستباحة لكل طامع، وتاريخا مشوها من صنعهم وصنع أمثالهم، وثروات تضاف لأرصدة أعدائهم وأسيادهم ولا حق للشعوب فيها. نحن نحتاج، كما قال الشيخ الغزالي رحمه الله، إلى يقظة عقلية قبل أن نشرع في نشاط سياسي أو اجتماعي للتنفيذ في الواقع.   

ها قد أراد الله تغييرا فلا تغفلوا ولا تتخلفوا عنه.

أضف تعليقك