• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

في ظل جائحة كورونا التي أصبحت التحدي المشترك الأكبر للإنسانية بأسرها، وتواجهها دول العالم أجمع، يؤكد الكيان الصهيوني المحتل أنه كيان نشاز في العالم وفي المنطقة، لا يحترم مواثيق ولا عهود، ولا يراعي مشتركًا إنسانيًّا، ولا يقدر للإنسانية قيمة، مستمر في جرائمه التوسعية ضارب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية.

فها هو الحلف الصهيوني الحاكم، حديث التشكل، يعلن عن اتفاقه على ضم المستوطنات في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار إلى الكيان الصهيوني لتصبح فلسطين كل فلسطين تحت السيادة الصهيونية، معلنين بذلك إهالة التراب على خيار حل الدولتين ومعه اتفاقية أوسلو غير مأسوف عليهما، وبما يجعل اتفاقية وادي عربة جزءًا من التاريخ لا قيمة لها ولا معنى سوى إعطاء شرعية للمحتل وشرعنة لسلوكه الإجرامي دون أن يجني منها الأردن إلا الحنظل.

إن جماعة الإخوان المسلمين، تعتبر هذا الإعلان الصهيوني اعتداءً جديدًا سافرًا على الأردن وفلسطين، على حد سواء، من قبل الكيان المحتل، وبما يؤكد ما أعلنا عنه مرارا وتكرارا بأن أهداف هذا الكيان السرطاني توسعية فهو ينظر للأردن كجزء من مشروعه الاحتلالي في المنطقة، ولا تمثل الاتفاقيات والمعاهدات التي يبرمها، إلا وسيلة للخداع وكسب الوقت وتمرير المراحل الزمنية، ثم ما يلبث أن ينكثها وينقلب عليها، يصدق فيهم قول الله عز وجل {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد ضرورة أن يواجه الأردن هذا الخطر الصهيوني الجديد ويرد عليه بالمثل عبر خطوات عملية لابالشجب والاستنكار، وذلك بتجميد كافة العلاقات مع الاحتلال وإعلان وقف اتفاقية الغاز كرد طبيعي على العدوان، كما نطالب السلطة الفلسطينية بالتحرر من وظائف اتفاقية اوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتقديم الخدمات المجانية له، وندعوها لتحقيق المصالحة الفلسطينية كمدخل لمواجهة الاحتلال وضرورة إطلاق يد الشعب الفلسطيني الثائر في الضفة لمواجهة المحتل وجرائمه.

وفي السياق ذاته من المؤسف في ظل توسع الكيان المحتل بجرائمه وأهدافه العدوانية، أن تطالعنا بعض الوسائل الإعلامية العربية بخطاب إعلامي دخيل عبر كوميديا سوداء تروج للتطبيع مع كيان محتل مجرم يمارس أبشع أنواع الإرهاب، وتسعى لتلميع صورته الملطخة بدماء أطفال ونساء ورجال فلسطين، والتمادي في الإساءة للشعب الفلسطيني الأبي ولقضيته العادلة، بما يخدم مخططات العدو الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية ، وتزييف التاريخ عبر روايات إعلامية كاذبة.

إن هذا الخطاب الإعلامي الدخيل على عروبتنا، يمثل ترجمة لسياسات رسمية لقوى إقليمية تسعى لقلب أولويات الصراع في المنطقة وادماج الكيان المحتل فيها وحرف بوصلة الصراع عن العدو الصهيوني المحتل، ولكننا نراهن على وعي الإنسان العربي الذي لا تنطلي عليه مثل هذه السياسيات الهدامة، ولا الخطاب الإعلامي المسموم، ففلسطين ستبقى قضية الأمتين العربية والإسلامية الأولى وفي مقدمة سلم أولوياتها، وسيبقى الكيان الصهيوني المحتل العدو الأول للأمة، وأساس الإرهاب في المنطقة.

حمى الله وطننا الأردن حصينًا منيعًا

وعاشت فلسطين حرةً عربيةً إسلاميةً

والعار للمطبعين والعملاء

والله أكبر ولله الحمد

المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الأردن- عمان

الثلاثاء – ٥/رمضان/١٤٤١ه

الموافق ٢٨/٤/٢٠٢٠

أضف تعليقك