استمرارًا لتصفية المعتقلين داخل سجون الانقلاب دون أي خطوة للإفراج عنهم، تسبّب الإهمال الطبي في وفاة 8 معتقلين بسجون وأقسام الشرطة على مستوى مصر، بينهم 4 حالات بمحافظة الشرقية وحالتان بقسم بلبيس، مما يشير إلى احتمال إصابة آخرين بمقر الاحتجاز بكورونا.
فعصر أمس الاثنين 25 مايو، استشهد المعتقل محمد خاطر غمري، 53 عامًا، بعد إهمال علاجه من مرض الكبد بشكل متعمد، رغم أنه يعمل بالتأمين الصحي بالعاشر من رمضان، ويعود تاريخ اعتقاله إلى 24 مارس الماضي.
وقال شهود عيان، إن سبب الوفاة كان الإهمال المتعمد ورفض نقله للكشف عليه رغم تعبه الشديد ورغم تدهور حالته الصحية الشديد ونداءات المعتقلين في الزنازين لإخراجه، فلفظ أنفاسه الأخيرة عصر الاثنين 25 مايو.
وهو ثاني معتقل يتوفى في نفس قسم الشرطة في خلال أسبوعين، حيث توفي المعتقل رجب النجار في 7 مايو قبل أسبوعين بالإهمال الطبي المتعمد.
رجب النجار
واستُشهد المعتقل رجب النجار من قرية “الكفر القديم”، التابعة لمركز بلبيس، داخل محبسه بمركز شرطة بلبيس؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذى تعرض له، ضمن جرائم القتل البطيء التي تنتهجها قوات الانقلاب.
وكشف مصدر مقرب من أسرته عن أن الشهيد كان يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة مع تقيؤ شديد، وتعنّتت قوات الانقلاب بالقسم فى الاستجابة لنقله للحصول على الرعاية الصحية، وبعد نقله بساعات إلى مستشفى بلبيس فارق الحياة.
وأضاف أن الشهيد تم اعتقاله منذ نحو شهر، بعدما لفقت له اتهامات تزعم التظاهر والانضمام لجماعة محظورة، ورغم أنه كان مريضًا إلا أنه تم اعتقاله، وهو الذي أجرى جراحة قبل اعتقاله لتركيب مفصلين ويحتاج إلى رعاية خاصة، إلا أن قوات الانقلاب اعتقلته وتعرض لظروف احتجاز سيئة للغاية لا تناسب وضعه الصحي، ما تسبب في تدهور حالته حتى فارق الحياة.
شهيد الفيوم
وقتلت داخلية الانقلاب أمس الاثنين ثاني أيام عيد الفطر بالإهمال الطبي المواطن محمد عبد اللطيف خليفة، 47 سنة، بقسم شرطة بندر الفيوم.
وقال نشطاء، إن محمد عبد اللطيف خليفة يعمل مدرسا للغة العربية، من قرية غُرَيب مركز أبشواى بمحافظة الفيوم، وأن داخلية الانقلاب اعتقلته في 26 إبريل الماضي، وأنه استشهد مساء 23 مايو، بمحبسه بقسم شرطة بندر الفيوم.
وأشار النشطاء إلى أن "عبد اللطيف"، له من الأطفال خمسة أصغرهم أحمد، رضيع عمره عام ونصف العام، أصيب بغيبوبة سكر وترك في الحجز حتى الموت، كما أن له أخا شقيقا "محمود" تعتقله منذ 5 سنوات في سجن دمو بالفيوم.
شهيد الخانكة
ومن مركز الخانكة بمحافظة القليوبية، لقي تامر محمد شحاتة، 41 عاما، ربه صباح الأربعاء 23 مايو في سجن استقبال طره، في قتل ممنهج بالإهمال الطبي.
وقال حقوقيون، إن الشهيد عانى من مرض خطير شخصته مستشفى السجن على أنه ربو، لكن تبين أنه مصاب بشبه خراج على الرئة كان يزداد كل يوم، ولم يشفع له مرضه العضال من تدويره 4 مرات على قضايا مختلفة.
وتم ترحيل المواطن إلى مستشفى المنيل ولم يُدخلوه المستشفى، وتكرر ذلك عدة مرات، حيث تصل سيارة الترحيلات وهو محبوس داخلها، فلا ينزل أو يدخل المستشفى رغم مرضه الشديد وارتفاع درجة حرارته إلى أن توفي.
شهيد ثالث من الشرقية
وبالتزامن توفي المعتقل السيد معوض عطية، 62 عاما، بالإهمال الطبي في قسم أول الزقازيق بعدما كان محتجزا بالسجن العمومي في الزقازيق وأبلغت إدارة السجن زوجته أنه مريض وتم تحويله إلى قسم شرطة أول الزقازيق ولكن بعد ذهاب أهله إليه وجدوه ميتا.
وقال ذووه، إنه توفي بالإهمال الطبي حيث كان يعاني من عدة أمراض.
تامر عمارة
وفي 20 مايو، استشهد المعتقل تامر عبد المنعم عمارة، 36 عاما، بسجن استقبال طرة بسبب الإهمال الطبي.
واستنكرت منظمة "كوميتي فور جستس" الحقوقية ما أقدمت عليه النيابة العامة من إجراءات أولية أثناء التحقيق في ملابسات وفاة المحتجز تامر عبد المنعم عمارة، "الذي لقي مصرعه داخل محبسه صباح الأربعاء بسجن الاستقبال بمنطقة سجون طرة, في محاولة منها لطمس حقيقة ما حدث مع تامر وصولا إلى وفاته.
وأضافت أن محققي النيابة العامة تجاهلوا ما تعرض له تامر من انتهاك حقيقي بالامتناع المتعمد عن تقديم الرعاية الصحية والعلاج له من قبل إدارة السجن خلال الفترة الماضية. وتابعت "كان تامر يعاني من مرض الربو المزمن، ولم يتلق الرعاية الصحية، ولم يتمكن من الحصول على الأدوية اللازمة بشكل دائم".
وأشارت إلى أن حالة تامر الصحية استدعت نقله إلى المستشفى مع تدهورها الشديد في الفترة الماضية في ظل سوء أوضاع الاحتجاز، وهو ما قابله رفض من قبل إدارة السجن، مما يستوجب مسئوليتها عن تدهور حالته الصحية ما أدى إلى وفاته.
إبراهيم الدليل
وفي 14 مايو، توفي المعتقل المهندس إبراهيم محمد الدليل بمركز شرطة ههيا، بعد تدهور حالته الصحية وتم نقله لمستشفى ههيا، ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يشكو ظالميه.
وقالت مصادر طبية إنه أصيب بكورونا التي ظلت معه طيلة أسبوعين، وعانى من أعراضها وهو بمعتقله بعدما رفضت إدارة السجن نقله إلى المستشفى إلا في اللحظات الأخيرة.
ونعاه رفاقه بالسجن، وذكروا أنه في مرضه الأخير كان “دليلا لمن جاهد نفسه لله وصبر على قضاء الله”، موضحين أنه “صبر على المرض صبر الراضين المحتسبين.. فلم تشك ولم تتأفف وجاهدت نفسك فلم تترك صلاة الجماعة وصلاة التراويح رغم شدة مرضك".
شادي حبش
وفي 2 مايو، دخل رفقاء المخرج شادي حبش في زنزانته الذي قتل بالإهمال الطبي فى إضراب عن الطعام احتجاجًا على وفاة المخرج “شادي حبش” فجر اليوم نفسه، وذلك بعد استغاثتهم لإنقاذه، ولكن دون أي استجابة من قبل إدارة السجن.
وكان شادي قد أُصيب بوعكة صحية، الجمعة، وحاول المعتقلون فى الزنزانة إسعافه، فى ظل تعنت أمن السجن في الاستجابة لنقله للعيادة، حتى توفي “شادى” الساعة الثانية بعد منتصف الليل، واعتقلت عصابة العسكر “شادي” منذ أكثر من عامين، في مارس 2018، لإسهامه في إخراج أغنية “بلحة” التي تسخر من قائد الانقلاب السيسي.
جرائم لا تسقط
ووثّق عدد من المنظمات الحقوقية الجريمة، وحمّلت وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب مسئولية الوفاة، وطالبوا النيابة العامة للانقلاب بالتحقيق في وفاة الشاب، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة، كما طالبوا بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافيًا لمخاطر وباء كورونا.
ودعت منظمات حقوقية ومؤسسات دولية كالأمم المتحدة ومفوضيتها الحقوقية إلى الإفراج عن السجناء والمحتجزين في السجون، ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، كوفيد 19، لما تشهده السجون من نسبة تكدس مرتفعة وأماكن احتجاز غير آدمية، ما يجعلها بيئة خصبة للتحول إلى بؤرة لانتشار الوباء.
واعتبر حقوقيون أن الوفيات تشير إلى تصاعد خطير للإهمال الطبي المؤدي للموت داخل السجون المصرية، في ظل انتشار وباء كورونا الذي سارعت بعض الدول للإفراج عن مسجونيها خشية انتشار الوباء بينهم، بينما ينتشر فعليا داخل السجون وأماكن الاحتجاز بمصر دون إجراء حقيقي لمواجهته ما يجعل أعداد وفيات المحبوسين مرشحة للزيادة.
أضف تعليقك