• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم.. عز الدين الكومي

في مجزرة جديدة من مجازر عصابة الانقلاب، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق 15 معتقلًا سياسيًا على خلفية قضايا متنوعة، 10 منهم في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أجناد مصر1" و3 في قضية "اقتحام قسم شرطة كرداسة" و2 في قضية "مكتبة الإسكندرية".

القاصى والدانى، يعلم أن هذه القضايا ملفقة، والمحاكمات تفتقد لأبسط قواعد العدالة، حيث يتم انتزاع الإعترافات من المتهمين، تحت التعذيد والتهديد باغتصاب الزوجات والأمهاته والأخوات.
كما أنه لم تجر محاكمة المتهمين بشكل عادل، بل تمت المحاكمة أمام محاكم غير مختصة، فضلًا عن تعرض العديد من المتهمين للإخفاء القسري".

ولكن السلطات الانقلابيىة تصر على اعتبار أن القضاء بشقيه المدني والعسكري، قضاء مستقل ونزيه وشامخ، ويخضع المتهمون أمام القضاء إلى أكثر من درجة للتقاضٍى.
وكأن هذا النظام الدموى، لم يرتو بعد من سفك الدماء المعصومة، فقد بلغ عدد من تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم حتى الآن، 79 معتقلًا منذ الانقلاب العسكرى المشئوم على الرئيس محمد مرسى.

ويصف الشهيد" ياسرالأباصيرى"، أحد الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم قبل يومين، في تسجيل مسرب بعنوان "يوميات الإذلال والتنكيل" قائلًا:
"أنا مُعتقل سياسي صدر ضدي حكم نهائي بالإعدام، بتهمة التظاهر، والانضمام لجماعة. وأنا محبوس في زنزانة تبلغ مساحتها نحو مترين في مترين، ومعي فردان بداخلها، وكل شخص معه نحو أربعة بطاطين نقوم بفرشها على الأرض، وكل شخص ينام على مساحة 65 سنتيمترا تقريبا، وأنا أنام في المنتصف، وأضع على يميني ويساري كرتونة ورقية حتى نتفادى الأمراض، خاصة أننا ننام جميعا ملتصقين مع ببعضنا البعض، وتكاد تكون أجسادنا متلاصقة تماما".
و"نقوم بتعليق ملابسنا في أعلى الزنزانة على شيء اسمه (سحورة)، وهي عبارة عن ثقب في حائط الزنزانة، ونضع فيه كل شيء من ملابس أو أدوات الطعام والنظافة أو الدواء، ونحاول أن نرتب متعلقاتنا فيه".
و"نحن ثلاثة أشخاص من ذوي أعمار متقاربة، وكل فرد منا لديه طبيعة خاصة وصفات بعينها، ونحاول أن نتحمل بعضنا البعض، ونهون على بعضنا البعض، ونشحذ همم بعضنا البعض، خاصة أننا نظل داخل الزنزانة لمدة 23 ساعة يوميا".

وهذا الشاب وغيره من الأبرياء، هم ضحايا لقضاء مسيّس، وجلاوزة الشرطة، الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، ومن وراء هؤلاء مفتى الدم، الذى اتخذ موقفًا مسبقًا من جماعة الإخوان المسلمين، بإصدار فتاوى شاذة ليس لها خطام ولا زمام، سوى إرضاء عصابة الانقلاب: فقالت دار إفتاء الدم: "جماعة الإخوان الإرهابية خوارج العصر أعداء مصر، نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، لم يقدموا عبر تاريخهم أي منجز حضاري يخدم وطنهم أو دينهم.

وكما قال هاشم الرفاعى -رحمه الله- واصفًا حال الشهيد أمام القضاء المسيس :

الحـــــــــــــرُ يعـــــــرف ما تريــــد المحكمــــــــة

وقُضاتـــــــــه سلفـــــــــًا قــــــــد ارتشفــوا دمه

لا يرتجي دفعًا لبهتان رمـــــــــاه به الطغـــــــــاة

المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــــــاة

حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالـــــــــــه

قد كان يرجو رحمـــة للنـــــــاس من جــــــــلاده

ما كان يرحمه الإلــــــــه يخون حب بـــــــــــلاده

لكنه كيـد المُدِل بجنـــــــــــده وعتــــــــــــــــاده

المشتهى سفك الدمـــاء على ثــــــــــرى رواده

كذبوا وقالوا عـــن بطولتــــــــــه خيانــــــــــــــــة

وأمامنا التقريـــــــــر ينطــــــــــــق بالإدانــــــــــة

ونتيجة، لهذه الممارسات القمعية، فقد احتلت مصر في ظل حكم العسكر، المرتبة السادسة عالميًا من حيث تنفيذ أحكام الإعدام بعد الصين وإيران والسعودية وفيتنام والعراق، وهو ما جعل المنظمات الحقوقية الدولية توجه الانتقادات الحادة للنظام الانقلابى وقضائه المسيس، ووصف المحاكمات بـ"الجائرة".

وهنا يثور السؤال التالى، ما الهدف من تنفيذ الإعدامات بالجملة في هذا التوقيت، الذى يسبق اليوم العالمى لمناهضة عقوبة الإعدام والذى سيوافق يوم 10 أكتوبر الجارى؟!!

يمكننا القول بأن تنفيذ حكم الإعدام، في هذا العدد الكبير والذى وصف بالمجزرة، لإرهاب كل من تسول له نفسه بالتظاهر من أجل الأوضاع المعيشية، أو تردى الأوضاع الاقتصادية، أو يحاول الاعتراض تصرفات النظام الانقلابى بهدم البيوت على رؤس ساكنيها، أويفكر حتى في مجرد معارضة النظام.

ولكن مهما حاول النظام الانقلابى، قمع المواطنيين، عبر الأجهزة الأمنية، ونشر الخوف والفزع بين الناس، إلا أنه يمكننا القول: بأن الشعب خلال الأيام الماضية كسر حاجز الخوف، وهو مايفسر جنون النظام، وحالة الهستريا التى انتابت الإعلام الانقلابى.
فقد أطلف بوق الانقلاب، ومخبر أمن الدولة "أحمد موسى" هاشتاج باسم الشعب_يريد_إعدام_الإخوان.

وبهذه المجزرة، الانتقامية، ضد عدد من المعتقلين.
فكم من امرأة تأيمت؟
وكم من طفل تيتم؟
وكم من أم صارت ثكلى؟
والله تعالى يقول: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} (إبراهيم:42-43).

أضف تعليقك