بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه..
قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن اللـه لا يهدي القوم الظالمين ﴿٥١﴾ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى اللـه أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين﴾ ﴿٥٢﴾ المائدة.
تابع الشعب السوداني بحزن وأسى الإعلان الرباعي الصادر عن الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني العنصري المحتل ورئيس مجلس السيادة ورئيس وزراء الفترة الانتقالية بإعلان التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إن هذا الإعلان يمثل وصمة عار على جبين حكومة الفترة الانتقالية بشقيها السيادي والتنفيذي، وخيانة وطنية عظمى، وخيانة للأمة ولقضيتها المركزية فلسطين والقدس والأقصى.
إن ربط رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب (الذي هو حق أصيل) للشعب السوداني الذي لم يُعرف عنه إرهاب أو عدوان، ومع هذا فقد دفع ثمنًا باهظًا من قوت فقرائه ودواء مرضاه وحليب أطفاله فديةً للتحرر من هذه القائمة السوداء الظالمة يعد ابتزازًا رخيصًا وليًّا للذراع وفرضًا لشريعة الغاب.
أما الاستجابة لهذا الابتزاز فتعتبر ضعفًا وذلاً وهوانًا وصَغارًا وبيعًا للوهم، وتجاوزًا للمهام والصلاحيات، وفرضًا للأمر الواقع وفشلاً ذريعًا وعجزًا تامًّا عن القيام بالواجبات.
إن هذا الإعلان المشئوم لا يمثل الشعب السوداني الحر، ولن يجلب له خيرًا ولا نفعًا، وهل جاء يومًا خيرٌ من محتل غاصب قاتل للأطفال والنساء والشيوخ؟!
إن السودان غني بشعبه وأرضه وموارده المتنوعة، ولا ينقصه إلا تخطيط سليم وقيادة واعية مخلصة ليكون حرًّا على أرضه وسيدًا على نفسه ومالكًا لقراره.
إن هذا الإعلان المقيت جعل من السودان خادمًا مطيعًا وعبدًا ذليلاً وشرطيًّا مخلصًا لحفظ أمن الإحتلال الإسرائيلي على البحر الأحمر.
ندعو الحكومة الانتقالية إلى التراجع الفوري عن هذا الإعلان الكارثي الذي لا يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والانقسام، أو أن تذهب غير مأسوف عليها.
كما ندعو الشعب السوداني الأبيّ لرفضه ومقاومته بكافة الوسائل السلمية.
﴿والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾
والله أكبر ولله الحمد
د. عادل علي الله إبراهيم
المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان
7 من ربيع الأول الموافق 1442 هـ الموافق 24 أكتوبر 2020م
أضف تعليقك