نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للدكتورة نانسي أوكايل، الباحثة الزائرة في جامعة ستانفورد والمديرة التنفيذية السابقة لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط انتقدت فيه حملة القمع التي شنها عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب ضد منظمات المجتمع المدني.
وقالت “أوكايل” إنه في الوقت الذي احتفل الأمريكيون بعيد الشكر، استغل السيسي العطلة – وحقيقة أن واشنطن في مرحلة انتقالية – كستار من الدخان لقمع المعارضة والمجتمع المدني.
ولفتت إلى أن عدم اتخاذ إجراءات جادة من المجتمع الدولي قد أتاح للحكام العسكريين في مصر الكثير من الحرية لارتكاب العديد من الفظائع والجرائم ضد المواطنين الذين يعبرون عن آراء مخالفة، ومنذ ثورة عام 2011، اعتبرت المؤسسة العسكرية المجتمع المدني المصري عدوا لها وتهديدا لهيمنتها على السياسة والاقتصاد في البلاد، فقد سحقت منظمات المجتمع المدني في إطار قانوني مفرط، ناهيك عن حالات السجن والملاحقات القضائية ذات الدوافع السياسية.
وتابعت:” في أعقاب الانقلاب العسكري في عام 2013 والمذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 1000 من أنصار الرئيس محمد مرسي في الساحات العامة، لم يواجه نظام السيسي أي عواقب وخيمة من حلفائه الغربيين. لم؟، السيسي لعب أوراقه بشكل جيد جدا، لقد لعب في ثلاث قضايا كانت ذات أهمية قصوى للغرب، الأولى هي ما يسمى بالحرب على الإرهاب والمخاوف من أنه إذا تم الضغط على الحكام المستبدين مثل السيسي بشدة على حقوق الإنسان، فإن القوى الراديكالية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ستسيطر على المنطقة، وأن السيسي وصف خصومه بأنهم إرهابيون جعل من حملاته المتكررة ضدهم أمرا مقبولا في العواصم الغربية”.
وأختتمت: "وفي الوقت الذي يزيد فيه النظام قمعه الانتقامي، يجب ألاّ تُقابل هذه الأعمال بالصمت أو بالإدانة من المجتمع الدولي، لقد ولى وقت الإعراب عن الشواغل والأمل في تحقيق الأفضل، إن سحق الأصوات التقدمية وإسكات المعارضة بهذه الطريقة غير المسبوقة ليسا علامات على وجود حكومة قوية قادرة على الحفاظ على الاستقرار وعلى العكس تماماً، تعكس هذه الإجراءات نظاماً ضعيفا يتسم بقيادة غير مسؤولة، وهو ما يمثل خطراً هائلا نظرا لتقلبات الشرق الأوسط، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك موقف قوي ضد سلوك نظام السيسي".
أضف تعليقك