وصفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، "محمود السيسي" نجل قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي"، بأنه "قائد أوركسترا القمع" في مصر، ويعد بمثابة القوة السوداء لوالده.
وبدأت المجلة تقريرها بتأكيد الصعوبات الشديدة في العثور على شخص في مصر يرغب في التحدث عنه.
وقالت: "هذا ما تم تحذيرنا منه عند محاولة البحث عن محمود السيسي، الابن الأكبر للرأس الكبير في مصر، حيث بدا أن جميع أبواب القاهرة تغلق بخوف، كما أن الوعد بعدم الكشف عن هويته لم يعد ضماناً كافياً لذكر أي شيء بخصوص هذا الشاب البالغ من العمر 38 عاماً، والذي يمكن عدّ صوره على أصابع اليد الواحدة، وهو أحد أقوى رؤساء الأجهزة الأمنية في الديكتاتورية العسكرية".
وأضافت: "في تقليد كلاسيكي لنظم الحكم المستبد في الشرق الأدنى، وعلى خطى الجنرال حسني مبارك، سلفه الذي أطيح به في 2011، يعتمد السيسي على دمه لضمان أمنه وسلطته، وترقية ابنه العسكري مثله، وهو في المرتبة الثانية بجهاز المخابرات المرتبط برئاسة الجمهورية، إذ جعله عميداً سراً قبل بلوغه السن القانونية، بحسب مصادر مطلعة".
ووصفت المجلة، الابن الأكبر لـ"السيسي" بأنه القوة السوداء لوالده، والباني الحقيقي لسياسته القمعية، "قائد أوركسترا القمع"، و"جمال" الجديد، الوريث القوي السابق لـ"حسني مبارك".
وقالت المجلة: "إذا لم يكن يخطط لجعل محمود خليفة له، فهل سيستخدم المشير السيسي أبناءه كما يفعل جاره وحليفه الليبي، المشير خليفة حفتر، الذي وضع 5 من رجاله في مناصب رئيسية في نظامه، ليحمي نفسه من الضربات الداخلية أكثر من خلافته؟".
وأضافت أنه في حين أن "محمود" أكبر أبناء السيسي، يحتل المركز الأبرز، فإن شقيقه "مصطفى" هو أيضاً في وضع جيد داخل هيئة الرقابة الإدارية القوية، وأصغرهم، "حسن"، انضم أخيراً لـ"محمود" في المخابرات بعد أن عمل في قطاع البترول.
وأشارت إلى أنه "بين عامي 2014 و2017، "طرد السيسي 47 عضواً رفيعي المستوى في جهاز المخابرات العامة من الجهاز، بعد تسريبات داخلية، ليحل أخيراً في عام 2018 محل مديره خالد فوزي اللواء عباس كامل، أحد أكثر الرجال خدمةً وولاءً".
وفي يناير 2018، حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من أن "نجل السيسي محمود، الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة، يجب أن يحتفظ بدور مهم. وفي مناسبة واحدة على الأقل، رافق خالد فوزي (رئيس المخابرات المصرية) إلى واشنطن للقاء إدارة أوباما. ونادراً ما يذكره والده علناً إلى جانب شقيقيه مصطفى وحسن وشقيقته آية".
ووفق الصحيفة، ظهر اسم نجل "السيسي" بالأوساط الدولية في يوليو 2016، بناءً على تسريبات إيطالية تربطه باغتيال الباحث الإيطالي "جوليو روجيني".
وفي يناير 2016، اختفى هذا الطالب الإيطالي الذي كان يحقق في النقابات العمالية المصرية قبل العثور على جثته في إحدى ضواحي القاهرة، وقد تعرض للتعذيب الوحشي.
وكتبت الصحيفة: "من الصعب تصديق أن نجل السيسي لم يكن على علم بتحركات ريجيني حتى قبل اختفائه".
أضف تعليقك