• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Dec 19 20 at 03:28 PM

تحت عنوان "تربية النشء في الإسلام"، ذكر الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين إن تربية النشء في الإسلام غاية عظمى وهدف نبيل يسعى إليه العاملون للإسلام، وقد أولتها جماعة الإخوان أهمية عظمى لما لها من قيمة في حياة المجتمعات فهم الحاضر والمستقبل.

وأوضح المتحدث باسم الإخوان خلال كلمته في المؤتمر الدولي "الإخوان المسلمون حقائق ومنطلقات" أن تربية النشء في الإسلام تشمل عدة نقاط هي، صحة الاعتقاد ومراقبة الله سبحانه وتعالى والمداومة على العبادات والتباعد عن الحرام واحترام الذات والحب وتلبية الاحتياجات وتولية المسؤوليات واستشراف آفاق المستقبل.

وأضاف أن صحة الاعتقاد ومداومة مراقبة الله عز وجل هي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حين اصطحب معه عبدالله بن عباس فكان رديفه فقال له في حب وود: "يا غلام إني أعلمك كلمات ..احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك واعلم أن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا".

وتابع  أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال حين أخذ حانيا بمنكب عبدالله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" أو كما قال لمعاذ بن جبل "اعبد الله كأنك تراه"، فهي صحة الاعتقاد ودوام مراقبة الله عز وجل ويأتي بعد ذلك المداومة على العبادات فشاب نشأ في طاعة الله هو أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ويصطحب الأطفال والصبيان إلى المساجد وتكون صفوفهم خلف صفوف الرجال وقبل صفوف النساء وحين يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع ثوبان رضوان الله عليه فيقول له "عليك بكثرة السجود" وحين يسأله ربيعة بن كعب فيقول له "أعني على نفسك بكثرة السجود"".

التباعد عن الحرام 
وأضاف :"إذا ما تحققت صحة الاعتقاد وكانت المداومة على العبادات والطاعات يأتي المحور الثالث وهو التباعد عن الحرام ومقدماته حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي حين أراد أن يأخذ من تمر الصدقة فيقول له إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد" وهذه تربية على الحل والحرمة من أول يوم، وقوله للإمام علي "لا تتبع النظرة النظرة فلك الأولى وعليك الثانية"، كما حول الرسول صلى الله عليه وسلم وجه الفضل بن العباس عن المرأة الوضيئة في الحج ويقول يا بن أخي هذا يوم من ملكك فيه سمعه وبصره غفر الله له".

وأردف: "بعد التباعد عن الحرام ومقدماته يأتي احترام الذات، وهو أمر عظيم في تربية النشأ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لوالدة عبدالله بن عامر وكان طفلا وهي تقول تعالى أعطك فيقول "لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة"، وعندما كان عن يمينه صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عباس وعن يساره أشياخ بدر فيأتى بالشراب فيستأذن عبدالله بن عباس أن يسقي أشياخ بدر فيقول لا أؤثر بنصيبي منك أحدا فيحترم النبي قراره ويدفع إليه بالشراب".

وواصل: "إذا صح الاعتقاد وتمت المداومة على العبادات والتباعد عن الحرام وكان احترام الذات يأتي الحب الذي غمر الرسول صلى الله عليه وسلم به النشأ فيقول "يا معاذ والله إني لأحبك"، ويمسك بيده ويقول "لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، ليكون أسامة بن زيد الحب بن الحب ويقوم ويحتضن ويلتزم جعفر بن أبي طالب ويقول لا أدري بأيهما أنا أفرح بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ويقول لجعفر أشبهت خلقي وخلقي وحين تستقبله الجواري بالضرب على الدف فيقول "يعلم الله أن قلبي يحبكن أتحببنني فيعلم الله أن قلبي يحبكن".
وأكمل:" إذا تحقق الحب تأتي تلبية الاحتياجات والسعي في قضاء الحاجات فالنبي صلى الله عليه وسلم يسعى في تزويج السيدة الكريمة زينب بنت جحش ويرى جليبيب يهمله الناس فيسعى صلى الله عليه وسلم ليزوج جليبيب ويرى ربيعة بن كعب قد انقطع إلى خدمته فيسعى إلى تزويجه".

وأردف:"يقول مالك بن الحويرث حين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومكث عنده 20 ليلة ليتعلم هو والشبيبة معه فيقول "كنا شبابا متقاربين في السن وكان النبي صلى الله عليه وسلم رفيقا رحيما فعلم أنا قد اشتقنا أهلنا وعمن وراءنا فقال ارجعوا إلى أهلكم وصلوا صلاة كذا حين يحين وقت كذا وإذا جاء الأذان فأذن وليؤمكم أكبركم فاستشعر النبي صلى الله عليه وسلم حاجة هؤلاء الشباب إلى العودة إلى أهلهم فلم يشق عليهم وكان النبي يأذن للشباب وهم يقيمون في الخندق أن يرجعوا إلى أهلهم بين الحين والآخر ويقول لأحدهم "أخاف عليك يهود قريظة فخذ سلاحك معك"، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يتيح لعائشة أن تشاهد الأحباش وهم يلعبون بحرابهم وكذلك يسرب إليها البنات فتقول فاقدروا للجارية الحديثة سنها".

واستطرد:" مع تلبية الاحتياجات وقضاء الحاجات يكون كذلك تولية المسؤوليات فيرسل مصعب بن عمير إلى المدينة ليفتح الله عز وجل على يديه ليأتي معه في بيعة العقبة الثانية 73 رجلا وامرأتان، وكلف النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب برد الأمانات، وكلف معاذ بن جبل بالذهاب إلى اليمن وكلف علي بن أبي طالب بالذهاب إلى اليمن ويكف أسماء بن حارثة أن يبلغ قومه بصيام عاشورا وكلف أنس بأداء المهمات، وعندما رأى الشاب أبا محظورة يستهزئ بالأذان بعد فتح مكة ولكنه يراه حسن الصوت فيكلفه بالأذان بعد تعليمه ويولي عتاب بن أسيد مسؤولية إدارة شؤون مكة ورعاية أهلها وكان شابا في العشرين ويولي أسامة بن زيد الجيش قبل وفاته وفي الجيش كبار الصحابة".
واختتم :"مع المسؤوليات يأتي استشراف المستقبل فحين يتحدث زيد بن ثابت فيقول"جئ بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أهلي يا رسول الله انه يحفظ 11 سورة فاستحسن النبي ذلك وقال له "أنا لا أمن يهود على كتابي فتعلم لغة يهود فيتعلم زيد بن ثابت لغة اليهود خلال 15 ليلة وصدق نبينا وهو يقول أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشده في دين الله عمر وأشدهم وأعظمهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأفردهم زيد وأقرأهم أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح".

أضف تعليقك