شهدت محافظات عدة في مصر ارتفاعاً كبيراً في جرائم خطف الأطفال في الفترة الأخيرة، حتى وصلت الحالات إلى عشرين في شهر واحد فقط، بحسب الأرقام الرسمية التابعة لمراكز الشرطة.
ووفق لتقارير رسمية فإنه منذ الخامس من ديسمبر الماضي، حتى يوم 5 يناير ، ارتفع عدد محاضر الشرطة المرتبطة بقضايا خطف أطفال في مصر، إلى نحو عشرين، فضلاً عن قضايا خطف أخرى لم تنظَّم لها محاضر، خوفاً على الضحية من تهديدات الخاطفين بقتله في حال إبلاغ الجهات الأمنية.
وغالباً ما يطلب الخاطفون من أهل الطفل فدية مالية، وقد تكون هناك خلافات مالية تدفع إلى خطف طفل للابتزاز، وباتت تلك القضية تثير رعباً كبيراً بين العديد من الأسر المصرية، في محافظات عدة، خصوصاً الأثرياء الذين يخشون على أطفالهم من النزول إلى الشوارع، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتردية، وزيادة الجرائم، والتخطيط لها من قبل الخاطفين الذين يحركهم الدافع المالي غالباً.
ومن أمثلة الخطف الأخيرة، تحديداً الشرقية، خُطف طفل "8 سنوات" من قبل ملثمين تحت تهديد السلاح، وطالبوا بدفع فدية قيمتها مليون جنيه (64 ألف دولار). كذلك، خطف حداد وميكانيكي في المحافظة نفسها، طفلاً وطلبا من أسرته مليوني جنيه (128 ألف دولار) فدية لإطلاق سراحه.
من جهتهم، يعتبر عدد من الاختصاصيين أنّ خطف الأطفال في مصر موجود منذ سنوات عدة، والأرقام في تزايد. وهو ما أكد يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي في جامعة "القاهرة"، مشدداً على أنّ هناك بعض الحالات التي لم يُبلَّغ عنها خوفاً من قتل الطفل على يد العصابة.
وأوضح أنّ الظروف الاقتصادية السيئة، وما فيها من فقر وحاجة إلى المال، بالإضافة إلى الانتقام، كلّها أسباب تؤدي إلى الخطف، خصوصاً للأطفال.
وأشار إلى أنّ العائلات ميسورة الحال أكثر عرضة لتلك الجريمة، لافتاً إلى أنّ هناك دوافع أخرى للخطف، كتشغيل الطفل في التسول، أو الاستفادة من أعضائه في تجارة الأعضاء. ويتابع أنّ استدراج الطفل لخطفه سهل، على العكس من الجرائم الأخرى كالقتل المباشر.
أضف تعليقك