• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Feb 10 21 at 10:18 PM

تحل اليوم ذكرى وفاة  السلطان عبد الحميد الثاني، عام ١٩١٨ م، وهو الخليفة المسلم الذي رفض أن يُفرّط  في حقوق الأمة، وكان مما قال: "إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين؛ فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية... وإن تقسيمها لن يتم إلا على أجسادنا".
وكررها عبالحميد الثاني مرات، وأبرزها في مواجهة زعماء المخططات من اليهود أنفسهم، ومنهم روتشيلد وهرتزل الذي آووا إلى الدولة العثمانية، بعدما طردهم الإسبان مع طرد المسلمين من الأندلس، وسطر التاريخ مقولته عن الأرض المقدسة "لأنها ليست ملكي، فليحتفظ اليهود بملايينهم".

 

تسليم فلسطين
قبل نحو 124 عاما رفض "عبد الحميد الثاني"  تسليم فلسطين للحركات الصهيونية، ففي عام 1896م، رفض السلطان رحمه الله، بيع فلسطين لرئيس الوكالة اليهودية "ثيودور هرتزل" لتأسيس دولة صهيونية تجمع الصهاينة وثقافتهم ولغتهم في فلسطين.
ويومها ردّ السلطان عبد الحميد على "هرتزل" بالقول: "أنا لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليست ملكًا لشخصي بل هي ملك للدولة العثمانية، والله لو قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبر واحد من فلسطين".
وفعلا استطاع السلطان عبد الحميد أن يحمي فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، واستطاع أن ينسف "صفقة القرن" التي عرضها "هرتزل"، ولم يتحقق حلم الصهاينة إلا بعد أن تلقوا الدعم ممن خانوا الأمة والإسلام وفلسطين... وبعد أن أُسقِطَت الخلافة الإسلامية العثمانية، وبعد كل هذه العقود الطويلة من الزمن.
روتشيلد من جانب آخر وعد السلطان بإزالة كل ديون الدولة، وتسليح جيش الدولة العثمانية تسليحا حديثا، وبناء تركيا على نسق حديث، وبعدما جمع من أثرياء اليهود 50 مليون ليرة ذهبية، وعرضوا على السلطان سداد ديون الدولة العثمانية، مقابل تمكين اليهود من الهجرة إلى فلسطين فرفض السلطان العظيم.
نظرة السلطان العثماني الراحل "عبد الحميد الثاني"، كان تجديد الرفض رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية التي مورست ضده أوائل القرن الماضي.


قطار الحجاز
مسلسل "عاصمة عبدالحميد" اعتبره المراقبون من أفضل المسلسلات التي خرجت عن الدولة التركية خلال السنوات السبع الأخيرة، إلى جوار مسلسلات تاريخية أخرى، أثرت في التعريف بالسلطان الذي أمر العاملين في قطار الحجاز بألا يزيدوا الطرق، وأمر عبدالحميد الثاني بأن يُلف الصوف على سكة القطار قبل ٢٠ كم من وصوله للمدينه المنوره حتى لا يزعج الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعندما اقترب العمل في السكة الحديدية من المدينة المنورة زمن السلطان عبدالحميد رحمه الله قال للعمال: اعملوا على أن لا يخرج  ضجيج من احتكاك سكة  الحديد مع عجلات القطار لكي لا تزعج مدينة الرسول ﷺ .
وغلف السلطان عبدالحميد الثاني مطارق القطار الواصل إلى المدينة المنورة بالصوف، احتراما وخوفا وتنفيذا لتعهده.

الماسون يعزلونه
بسبب مواقف السلطان عبدالحميد السالفة، اجتهد حزب الاتحاد والترقي وأسقط السلطان عبدالحميدالثاني 1908 فضلا عن إلغاء الجامعة الإسلامية التي نادى بها عبدالحميد، واستبدلوا بها الجامعة الطورانية والتتريك للعرب، ومسخ لغتهم وثقافتهم وهويتهم.
يقول المؤرخون إن حركة البنائين الأحرار "الماسون" كانون يجتمعون في بيوتهم آمنين من كل خطر، وقد انضم أكثرهم إلى الحركة السرية، وصاروا يتلقون الإعانات المالية من مختلف الجهات، وأبرزهم يهودي يدعى "ناثال" كان الممول الرئيسي للحركة ورئيس بلدية روما في ذلك الوقت، وتم عزل السلطان عام 1909 وسجنه في محفل سالونيك إلى أن أن وافاه الأجل، وقال الكاتب العضو في الحركة جورجي زيدان معقباً على تلك الحادثة: "إن الماسون قد خلعوه – أي السلطان عبدالحميد- لأنه كان يدرك خطرهم على الأمة".
وكان من أنقلب على السلطان عبدالحميد هم الاتحاديون ضباط الجيش الثالث في سلانيك، وهم خليط من الماسون ويهود الدونمة، وأفرزت تاليا "مصطفى كمال".
في مذكراته سجل عبدالحميد الثاني أن الماسون أسقطوا الدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه أثاروا العرب عليه، عن طريق المحافل الماسونية في مصر والشام والجواسيس في الخليج العربي، وبعدها قامت الدويلات التي رسمها لهم الماسون باسم سايكس بيكو.

أضف تعليقك