بقلم.. عزالدين الكومي
قد يبدو العنوان غير لائق، حسب اللهجة المصرية، لكني اضطررت لكتابته للإشارة إلى ماذكره أستاذ علوم سياسية موال للانقلاب عند حديثه عن حل مشكلة سد النهضة.
فقد قال الدكتور "معتز عبدالفتاح" أستاذ العلوم السياسية أن الخيار العسكري يجب أن يكون هو الخيار الإستراتيجي ، لكن بنظرية "الخرم" !! .
فقال: "إن مصر هتعمل خرم في السد وده كفاية جداً!!
والسؤال الذى يطرح هنا ماذا لوقامت إثيوبيا بسد الخرم؟!! ليس مشكلة ، نعمل خرم تانى"!! .
كما قام الدكتور معتز بشرح نظرية الخرم قائلا : "يعني إيه نعمل "خرم" في السد…
يعني التدمير الجزئي للمنطقة الوسطى في السد" .
وطرح لذلك ثلاثة سيناريوهات للخرم فقال : " السيناريوهات الثلاثة لو إثيوبيا رفضت التفاوض : إثيوبيا العظمى أم التدمير الكلي ، أم نعمل لهم خرم في السد؟ .. الخرم أفضل"!! .
وقال "إن السيناريو الأول، إثيوبيا العظمى، يتضمن عدة نقاط ، من أهمها أنه لو تم ملء السد بدون التنسيق مع مصر ، ستكون خسارة مصر من سد النهضة 10 مليارات متر مكعب تقريبا ، أي بوار 2 مليون فدان من إجمالي 8 ملايين فدان تزرع حاليا ، وستفرض إثيوبيا رؤيتها على الجميع بما في ذلك تشييد سدود أخرى . وأن إثيوبيا تريد هذا السيناريو اعتمادا على نوعين من التعبئة ، فهناك تعبئة تلقائية بسبب ارتفاع السد من 560 قدما العام الماضى إلى 600 قدم هذا العام ، وهناك تعبئة آلية عبر إغلاق فتحات السد في يونيو القادم لتخزين 13 مليار متر مكعب ، بالإضافة لـ 6 مليارات من المرحلة الأولى ، وإثيوبيا ترفض اقتراح الرباعية الدولية ، لأنها ستعني وقف التشييد وبالتالى فستخسر بزعمها 800 مليون دولار".
أما السيناريو الثاني "تسونامي نهري" عن طريق ضرب السد كاملا بكل ما أوتيت مصر والسودان من قوة نيرانية: برا وبحرا وجوا ، ويعني ذلك تدمير كل ما تواجهه المياه في طريقها ، وعرض موجة الفيضان حال انهيار السد أو ضربه سيكون كيلو ونصف متر وارتفاع الموجة حوالي 25 مترا ، وستصل المياه إلى مصر خلال 17 يوما بعد أن تكون دمرت شمالي السودان .
وردا على ذلك فسيكون انتقام إثيوبيا شاملا بمحاولة ضرب سد الروصيرص في السودان والسد العالي في مصر، وفي هذه الحالة فقد تسعى إثيوبيا لغزو السودان.
أما السيناريو الثالث "الضرب الجزئي للسد" وهو البديل الأوقع ، لأن الرافال وميج 29 قادرتان على أداء المهمة ، لأن السد يبعد 1400 كيلو عن قاعدة بيناس ، وكلتا الطائرتين مداهما أعلى من 2800 كيلو دون التزود بالوقود ، مع احتمالات الهبوط في مطارات وقواعد دول صديقة ، وتدفق الماء سيكون أقل من استيعاب بحيرة السد ، وبالتالي تخسر إثيوبيا ولا تضار مصر والسودان ، وسيكون حافز إثيوبيا للانتقام الشامل ضد سدي الروصيرص والعالي أو غزو السودان أضعف" . انتهى كلامه.
يذكر أن صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية قد كشفت أن الطائرات التي تسلمتها مصر لا يمكنها حمل صواريخ موجهة !! وأن مصر طلبت دفعة إضافية من طائرات الرافال تكون مزودة بصواريخ "كروز ستورم شادو" أو قادرة على حملها ، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك ! لأن الصواريخ تضم أجزاء أمريكية الصنع.
وهذه السيناريوهات تشي بأن "أصناف الحشيش الموجودة في السوق كلها مضروبة".
ويبدو أن الحلول التى قدمها الخبراء الإستراتيجيون والعسكريون من الجنرلات المتقاعدين للتعامل مع مشكلة سد النهضة كانت تقليدية فلم تعجب دكتور معتز فقام بتقديم اقتراحه الفذ السابق!
فعلى سبيل المثال رئيس“الجمعية العربية للدراسات الإستراتيجية" اللواء المتقاعد "محمود منصور" على فضائية "الحدث اليوم" حيث قال : "إذا كانت إثيوبيا تحلم بإننا نروح نضرب لهم سد النهضة فلا ، احنا حنسيب (نترك) لهم السد لحد ما يجي زلزال أو الحركات الأرضية نتيجة ضغط المياه يفك السد"!!
"عشان احنا والسودان هنطالبهم بتعويضات عن الخراب اللي هيحصل نتيجة إن السد مبني خطأ وفي منطقة خطر ، وبعدين نطالبهم إلى يوم القيامة بحقوقنا المترتبة على هذا الغرق اللي هيحصل للسودان ومصر"!!! .
وواصل، فلتة زمانه هذا، فقال أيضا "إن الحل العسكري وارد لكنه سيكون الخيار الأخير".
وقال " اللواء حسام سويلم" الخبير الإستراتيجي والعسكري ! " رأيي أن سد النهضة الإثيوبي سيتعرض للسقوط ، بسبب التربة المتهاوية ، وثقل البناء ، والضغط الشديد للمياه ، وأن هذا سيؤدي إلى غرق إثيوبيا والسودان ، لتأتى المياه إلى مصر وتملأ بحيرة السد ! ومن ثم تستطيع مصر استصلاح توشكى والوادى الجديد !!! .
والحقيقة أنه في زمن الانقلاب كلما كانت الأفكار من خارج الصندوق .. كانت كارثية وكاشفة للسذاجة والهبل والعبط الذي يريد العسكر تعميمه ونشره في ربوع البلاد من خلال إعلام مأجور فاشل لايملك حرفية ولامهنية ولا موضوعية ولايحترم عقلية المواطن.
ولابد أن يكون هناك مسلسل يخلد نظرية "الخرم" بعنوان: (خرم في السد ولا الحوجة لحد).
(الناس خيبتها سبت وحد واحنا خيبتنا ماوردت على حد) .
إنها الحماقة ياسادة التى أعيت من يداويها!!
ورحم الله من قال: "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة فدماؤنا هي البديل".
أضف تعليقك