قبل 6 سنوات، عندما تم افتتاح توسعة لقناة السويس بطول 35 كم، ظهرت لافتات في شوارع القاهرة تعلن أنها "هدية مصر للعالم"، واستقبل "عبدالفتاح السيسي" زعماء أجانب على متن يخت، وقامت مروحيات وطائرات بالتحليق. وتم الترحيب بالتوسعة باعتبارها انتصارًا وطنيًا ونقطة تحول بعد سنوات من عدم الاستقرار.
ولكن عندما تم إغلاق قناة السويس بسبب جنوح سفينة حاويات طولها 400 متر، ساد الصمت. ولمدة 26 ساعة، لم تتحدث أي وسيلة إعلامية مصرية عن القناة المغلقة. بدلاً من ذلك، أصدرت "هيئة قناة السويس" بيانًا إعلاميًا أعلنت فيه العبور الناجح لسفينة سياحية إيطالية تحمل 65 حالة "كورونا" على متنها.
ولم يبدأ الكذب "الجاد" إلا يوم الأربعاء، حيث أشار أول بيان رسمي إلى أن "الجهود مستمرة لإعادة فتح القناة"، وقللت "هيئة قناة السويس" من أهمية التأثيرات على الملاحة، وأرسلت رسالة تأكيد بأن الملاحة ستستمر كالمعتاد، ولتعزيز هذه الرسالة، سمحت السلطة لقافلة من السفن بالدخول من الطرف الشمالي في بورسعيد في 24 مارس.
وأصبح من المألوف الآن أن نسمع أن مصر دولة فاشلة استنزف الجيش مواردها ونهب اقتصادها وسط مستويات غير مسبوقة من الفقر الذي يعاني منه عشرات الملايين من الناس.
ومع ذلك، لم يستيقظ المجتمع الدولي بعد على حقيقة أن "السيسي" لا يمثل خطرًا على شعبه وبلده فحسب، بل على التجارة الدولية والاستقرار أيضًا.
وربما تعمل سفينة كبيرة محشورة في مساحة ضيقة على توضيح ذلك للمجتمع الدولي.
أضف تعليقك