أثار مشروع حكومة الانقلاب لما أسمته "تجميل ميادين محافظة الشرقية" انتقادات من جانب فنانين تشكيليين ومعماريين لما تضمنه من تشويه يكشف عن جهل وغياب الذوق العام وتجاهل العناصر الفنية والجمالية.
كانت محافظة الشرقية تعاقدت على إقامة مجسمات ومشروعات تطوير في ميادين المحافظة، إلا أن تلك الأعمال جاءت دون تخطيط أو احترام للأساليب الفنية في إقامة التماثيل ولم تحاول إبرازها بالشكل اللائق، واضطرت مجالس المدن لإزالتها، مثل تمثال الزعيم أحمد عرابي، ورمز المحافظة "الحصان العربي" والزراعة؛ لما تشتهر به من اتساع الرقعة الزراعية وتربية الخيول العربية الأصيلة، وكذلك تمثال الفلاحة الذي لم يمض على تركيبه أكثر من 6 شهور وتمت إزالته.
وكشف خبراء أن مسؤولي دولة العسكر يفتقدون الحس الجمالي ويسيطر عليهم الفساد ويحاولون الظهور بمظهر أنها تنشئ مشروعات وتحقق إنجازات على خلاف الحقيقة. لافتين إلى أن الحضارة تراث وطني يجب الحفاظ عليه من التشوهات التي تتسبب فيها البيئة أو العنصر البشري، كما شددوا على ضرورة اختيار المسئول الأمين وصاحب الخبرة ليصنع شكلا مشرفا للحضارة أمام العالم.
الحصان العربى
من جانبه قال الدكتور شحتة حسنى، الفنان التشكيلى وأستاذ التربية الفنية وعميد كلية الطفولة جامعة الزقازيق: "أشعر بالحزن والأسى عندما أرى الحصان العربي الأصيل رمز محافظة الشرقية بهذا الشكل القبيح. مشيرا إلى أن رمز المحافظة منتشر في أغلب الشوارع والميادين مثل موقف المنصورة لكنه للأسف بعيد كل البعد عن شكل الحصان العربي فهو مشوه وجسد الحصان مضغوط، ويسبب العمى البصري".
وتساءل "حسني" فى تصريحات صحفية، كيف يكون رمز المحافظة بتلك الصورة المشوهة المثيرة للاشمئزاز؟ وكيف يطلقون على هذه الأشكال فنا؛ مؤكدا أن هذا فن "تخريبي" يفتقد التذوق الجمالي، ويخرب عقول الأطفال حتى في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأضاف: "لما الطفل يعلق في ذهنه كل هذه الأشكال القبيحة المشوهة، من رموز وأشكال للأسف تمثل نماذج من حضارتنا القديمة ماذا ننتظر من هؤلاء الأطفال في المستقبل؟ محذرا من أن الأجيال الجديدة سوف تصبح فاقدة الهوية.
مسلة فرعونية
وأشار "حسني" إلى المسلة الفرعونية بمدخل منطقة "القومية" بمدينة الزقازيق وهى بحجم متر ونصف المتر ومصنوعة بالجبس مؤكدا أنها تجعل كل من ينظر إليها يصاب بالغثيان. لافتا إلى أن هناك أيضا عند مدخل كلية التربية النوعية بالزقازيق مجسم «مركب العربي»؛لا قيمة ولا منظر.. حاجة ليس لها معنى.. شكل كارثي أشبه بعمل فني بدائي. معربا عن اعتقاده بأن الهدف الأساسي من هذا المجسم احداث حالة من العمى البصري وإفساد الذوق العام.
وتابع "حسني": "هناك نماذج أخرى من التشويهات البصرية بالزقازيق، فعند مدخل «العاشر – بلبيس» ثلاثة أعمدة خرسانية مائلة بارتفاع ستة أمتار تقريبا، وعلامة شكل مثلث معلق صغير جدا مقارنة بحجم الأعمدة وعلى المثلث شعار لمعهد هندسى. الشكل ليس فيه اتزان ولا شكل جمالى وليس له قيمة جمالية أو تشكيلية.. إنه عبث".
تشويه متعمد
واعتبر أن ما نراه في ميادين محافظة الشرقية تشويه متعمد للحضارة المصرية القديمة والحديثة ورموزها وعظمتها، لافتا إلى أن المسلة الفرعونية المصنوعة من الجبس عليها قاعدة من الرسومات الشعبية الرديئة تعتبر هدما لقيم الحضارة المصرية القديمة وغيرها من التشويه البصري خصوصا عندما نرى بجوار المسلة العظيمة صندوق قمامة كبيرا.
وأعرب الفنان التشكيلي عن أسفه؛ لأن محافظة الشرقية تعاني الإهمال، رغم امتلاكها كل مقومات المظهر الحضاري والثقافي، إضافة إلى علماء وفنانين وأدباء وشعراء، مؤكدا أن الشرقية بها الحضارة المصرية القديمة «تل بسطة» و«صان الحجر» و«الحضارة الإسلامية» و«الحضارة القبطية والسياحة والزراعة ومدينة العاشر الصناعية»، إلا أنها أصبحت لا هوية لها في التجميل والدليل عمى الألوان الذي نعيشه والتشويه البصرى المتعمد.
وقال: كل ما ذكرته من نماذج مجرد أمثلة محدودة جدا موجودة بالقرب من بعضها، مشددا على ضرورة إصلاح كل تلك التشوهات البصرية التي تعارض الذوق العام.
أضف تعليقك