صائما مبتسمًا، رحل الطفل حمزة شهيدًا في غارة للعدو الصهيوني على غزة، لتخطف صورته وهو مسجى بكفنه وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه بملامحه البريئة، وطبعت في قلوب الكثيرين حول العالم.
وأصبحت صورة حمزة "أيقونة" لحرب دموية تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وتتواصل لليوم الرابع تواليًا، وأسفرت عن استشهاد 87 فلسطينيا منهم 18 طفلاً، بالإضافة لأكثر من 530 جريحا منهم عشرات الأطفال.
وبقي حمزة (12 عاما) شهيدا "مجهول الهوية" عدة ساعات في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، قبل أن يتعرف عليه والده الذي توجه للمستشفى بحثا عنه بعدما طال انتظاره ولم يعد إلى المنزل، وفق "الجزيرة."
كان حمزة صائما، وخرج من منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، قبل 3 ساعات من موعد الإفطار اليوم قبل الأخير من رمضان، لشراء بعض الخضار لأسرته من سوق الحي الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن المنزل، عندما شنت طائرة حربية للعدو الصهيوني غارة بالقرب من "مقبرة أبو الكاس" نالت من جسد حمزة الغضّ وألقت به على بُعد أمتار.
نهاية جميلة
ويقول أبو ياسر نصار (عم والد الشهيد) للجزيرة نت: "حمزة عاش حياة بائسة، لكن الله كتب له هذه النهاية الجميلة بالموت شهيدا صائما ومبتسما حتى أصبحت صورته رمزا لأطفال فلسطين الذين يفتقدون الأمان ويتعرضون للموت كل لحظة".
هو الخامس من بين أشقائه، أما والدته فهي كفيفة، وقد نزل عليها خبر استشهاد صغيرها كالصاعقة، يضيف أبو ياسر.
وأغدق أبو ياسر على الشهيد كثيرا من الصفات الحسنة، وقال: "إنه كان مميزا بين أشقائه الأربعة وإخوته الثلاثة من أبيه.. يقع حبه في قلب كل من يراه ويتعامل معه، كان ذكيا في تعامله مع الناس، ومتفوقا في دراسته".
الطفل الرجل
كان حمزة رجلا بعمر طفل، وبسبب ظروف أسرته وضيق حال والده اقتصادياً، اعتاد الاعتماد على نفسه في كثير من الأشياء، وحتى أسرته تعتمد عليه في تأدية مهام يومية رغم أنه ليس الأكبر بين الذكور.
وينتمي حمزة إلى عائلة شهيرة في غزة قدمت عددا كبيرا من أبنائها شهداء، منهم عمه محمد ياسين نصار الذي استشهد في غارة جوية شنتها طائرات حربية للعدو على منزله عام 2001، وكانت تستهدف عمه ياسين نايف نصار المنتمي للمقاومة، وقد نجا ليستشهد بعد شهور من هذه الغار خلال تصديه لاجتياح صهيوني لحي الزيتون شرق مدينة غزة عام 2002.
وخلال عدوان عام 2014 استشهد خاله محمد رشاد الخولي جراء قصف جوي.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة حمزة، معبرين عن تنديدهم بجريمة استهدافه وأقرانه الأطفال.
وستبقى صورة حمزة في ذاكرة كل من رآها، رحل مبتسما وكأنه كان يرى ما لا نراه، ووجد ما يسعده في حياة الآخرة، يقول عمه: "لم يعش طويلا، لكنه سيبقى حيّا في نفوسنا".
أضف تعليقك