بقلم.. مصطفى عبدالسلام
خلال السنوات الماضية سعى المطبّعون العرب الجدد وبكل قوتهم وأموالهم وصناديقهم السيادية ونفوذهم السياسي في الغرب إلى تبييض وغسل وجه دولة الاحتلال الإسرائيلي القذر والقبيح والعدواني والشرير.
وزادت تلك المحاولات الشريرة عقب توقيع اتفاقات تطبيع تم إبرامها على عجل وتحت زعم مد جسور السلام بين دول المنطقة وإسرائيل، وخلق فرص تعايش لمواطني كل دول المنطقة وبلا استثناء، وتحقيق الاستقرار والرفاهية للجميع بمن فيهم المستعربون وساكنو المستوطنات المحتلة من المتطرفين اليهود، ووضع نهاية لحروب عربية إسرائيلية استمرت لأكثر من 70 سنة، واتاحة الفرصة لتحقيق تنمية شاملة بالمنطقة تعود على الجميع بالخير.
وعقب توقيع تلك الاتفاقيات، التي حملت زورا اسم معاهدات سلام، راح المطبّعون العرب يضخون مليارات الدولارات داخل شرايين الدولة العبرية وقطاعاتها ومؤسساتها وأنشطتها الاقتصادية المختلفة
ويبرمون صفقات ضخمة بهدف إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور جراء تفشي وباء كورونا والفساد والأزمة السياسية المتفاقمة في دولة الاحتلال منذ عام 2019، ويتفقون على تنفيذ شراكات استراتيجية تهدد دول المنطقة ومشروعاتها الحيوية وفي مقدمتها مصر وقناة السويس وخط سوميد وغيره.
كما راح المطبّعون العرب يفتحون أسواقهم ومحالهم التجارية لسلع ومنتجات الاحتلال بما فيها سلع المستوطنات المحتلة، بل ويجعلون بنوكهم وأموالهم وبورصاتهم وأسواقهم وأسطول طيرانهم وخبراتهم المالية ومصانعهم ونفطهم وغازهم في خدمة الاحتلال ومستثمريه ورجال أعماله.
لم يكتفِ المطبّعون العرب الجدد بدعم الاقتصاد الإسرائيلي المأزوم ومساندة رئيس حكومة دولة الاحتلال الفاسد والفاشل والعنصري بنيامين نتنياهو، بل راحوا يهيلون التراب على القضية الفلسطينية بكاملها، ويهاجمون المقاومة الباسلة، ويساهمون في خنق الشعب الفلسطيني واقتصاده خاصة أهالينا في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.
كما راحوا يروجون لمقولات أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وتنازلوا عنها بمحض إرادتهم، ويطلقون إعلامهم لترويج أكاذيب وادعاءات من عينة أن سكان مدينة القدس المحتلة ينتظرون على أحر من الجمر الفرص والدولارات لإبرام صفقات يتم عبرها التنازل عن ممتلكاتهم وأصولهم وبيوتهم ومحالهم وأراضيهم في المدينة المقدسة.
ورغم كل تلك المليارات التي ضخها الصهاينة العرب الجدد لتحسين وجه دولة الاحتلال القبيح، وتحقيق الرفاهية لشعب من المحتلين للأراضي العربية، وتوفير فرص العمل للمتطرفين اليهود وساكني المستوطنات المحتلة وأسرهم، إلا أن كل تلك الأموال تساقطت قيمتها وضاعت فوائدها مع اهتزاز ثقة العالم في مزاعم حاولت دولة الاحتلال تسويقها لسنوات طويلة وهي أنها تحولت إلى واحة استقرار وسط منطقة مضطربة، وإلى دولة ديموقراطية وسط دول تسيطر عليها أنظمة مستبدة وقمعية.
كما اهتز الاستقرار المزعوم أيضا عقب سقوط صواريخ "سرايا القدس" والقسام على تل أبيب وعسقلان، وفشل القبة الحديدية في التصدي لها، وفتح حكومة الاحتلال الملاجئ الدائمة وبشكل فوري لإيواء المذعورين من المستعربين وغيرهم، وتصدي المقاومة الفلسطينية الباسلة للعدوان.
وزاد ذلك الفشل في تبييض وجه إسرائيل القبيح خاصة عقب الهجمة البربرية الشرسة التي يشنها الاحتلال حاليا على الشعب الفلسطيني ومقدساته والمسجد الأقصى وقتل أطفال ونساء قطاع غزة والتي أظهرت وحشية الاحتلال ودمويته وأنه ليس حمامة سلام كما يزعم المطبّعون العرب.
أضف تعليقك