بعد ساعات من زيارة رئيس الاستخبارات العامة، عباس كامل، إلى تشاد، توجه وزير الري محمد عبد العاطي إلى جنوب السودان، أمس الإثنين، في زيارة تأتي في إطار محاولات حكومة الانقلاب تطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية، خصوصاً في شمالي وشرقي القارة.
وتهدف المحاولات إلى حشد رأي عام أفريقي موالٍ للقاهرة، في مواجهتها الممتدة مع إثيوبيا في قضية سد النهضة.
وخلال اللقاء كشف وزير الموارد المائية والري بحكومة الانقلاب، مع بياتريس واني، وزيرة الخارجية بدولة جنوب السودان عن ما أبدته مصر من مرونة في التفاوض والتي قوبلت بالتعنت من الجانب الإثيوبي.
ومنذ أيام قال محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن أثيوبيا تستخدم السد بأسلوب وغرض سياسي أكثر منه فني وتنموي.
ولفت إلى أنه في شهر نوفمبر الماضي حاولت أديس أبابا تجربة البوابات السلفية في السد، بشكل مفاجئ دون تنسيق مع السودان، ما تسبب في تعكير مياه مخزنة داخل سد سوداني.
وفي سياق الحديث عن مفاوضات سد النهضة وإمكانية اتخاذ الولايات المتحدة خطوات جدية في حل الأزمة، عقب تصريحات قائد القوات الأمريكية المركزية (سينتكوم) الجنرال كينيث ماكينزي، التي قال فيها “إن سلوك إثيوبيا تجاه سد النهضة يقلق واشنطن” أكد الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية أنه لن يمكن أن نمنح تصريحات ماكينزي أكثر من حجمها الحقيقي لأنها صادرة عن مسؤول عسكري في قضية سياسية”.
وأضاف أن “الدور الأمريكي مهم لكن أمريكا غير معنية بإلزام الأطراف الثلاثة بحل معين” مشيرا في ذات السياق إلى محاولة أمريكية سابقة في السنة الماضية خلال اجتماع ضم مصر والسودان وإثيوبيا وتحت إشراف البنك الدولي، ولما تم الاتفاق على جملة من البنود الهامة تنصلت إثيوبيا من التوقيع عليها وأمريكا لم تفعل شيء”.
وشدد نافعة على أن مصر لا تمانع من تنمية إثيوبيا وتوليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة لكنها ترفض “تحويل نهر النيل إلى بحيرة إثيوبية، تمنحها فرصة التحكم في مياه النيل بما يضر مصالح دول المصب”.
وكان الدكتور حسن نافعة رأي أنه "لا بديل أمام مصر سوى توجيه ضربة، لتدمير سد سيؤدي حتما لخرابها خلال سنوات قليلة".
أضف تعليقك