هاجم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، الرئيس الحالي قيس سعيّد، مشبها إياه بالمخلوع زين العابدين بن علي.
وقال المرزوقي في منشور عبر "فيسبوك": "ما يشدني في هذه المهزلة المأساة التي نعيش سرعة عودة حليمة لعادتها القديمة".
وتابع: "عندما أسمع الرئيس قيس سعيد يتحدث عن القانون والحرية والدستور والقضاء على الفساد، يخيل لي أنني أسمع ابن علي لا يفتح فمه إلا للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والشعب الذي نضج".
وأردف: "عندما أقرأ ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي نهشا في أعراض المعارضين للانقلاب– ولو بحدّة أكبر وبذاءة غير مسبوقة- يخيل لي أنني أسمع نفس الكليشيهات التي لاحقتنا أكثر من عقدين من الزمان".
وأضاف: "جاءت الثورة للصحافة بحرية الرأي والتعبير فاستعملتها لترذيل الثورة التي حررتها وها هي اليوم تعود للمربع الوسخ الذي خرجت منه تطأطئ الرأس من جديد بعد أن رنّ السوط في أذنيها".
وقال: "أخيرا لا آخرا، عودة الشارع للتهليل كما هلّل للسابع من نوفمبر ولصانع التغيير وكما سيهلل غدا لأي حاكم شعاره الأزلي ينصر من صبح.. وكالعادة يصبح هذا الشارع هو ''الشعب'' بتمامه وكماله".
وطرح المرزوقي أسئلة، قائلا: "هل جاءت الثورة السياسية متقدمة جدا على الثورة الاجتماعية الثقافية؟ هل أردنا بناء صرح شامخ على أرض هشة رخوة؟ أي دولة قانون ومؤسسات وأي شعب مواطنين ننتظر من جماهير رباها تعليم ابن علي ودمّر عقلها إعلام العار؟ لحظة يأس؟ لا لحظة مراجعة وتأمل".
وأضاف: "قناعتي أن حليمة هي الوجه العابر للعزيزة.. أن العزيزة لا تختزل في أي من هذه الظواهر المقرفة.. أن العزيزة لن تسمح بضياع نضال أجيال وأجيال.. أن الدغباجي وحشاد والبوعزيزي لم يموتوا عبثا من أجلها، أن العزيزة صامتة تنتظر وتتأهب لإعادة الأمور لنصابها.. أن العزيزة مهما عرفت من ردّة ومن تعطيل ستعيد بناء دولة القانون والمؤسسات ولن تعود لوضع الرعية أبدا، أن العزيزة ستجد مكانها الذي يليق بها بين الشعوب التي تغلبت على كل المحن ونجحت في كل امتحانات التاريخ".
وختم منشوره بعبارة "ولا بدّ لليل أن ينجلي".
وكان الرئيس قيس سعيّد انقلب على الحكومة، ومجلس النواب، وقرر حلّهما ومنح نفسه صلاحيات إضافية، ما أثار سخطا سياسيا واسعا.
أضف تعليقك