تحدث الناشط السياسي الفلسطيني المصري رامي شعث، الذي أُطلق سراحه مؤخرًا، بعد قضاء أكثر من سنتين ونصف في سجن طرة في مقابلة مع صحيفة 'لوموند" الفرنسية عن ظروف السجن، والقمع السياسي في مصر، والدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا لوضع حد لهذه الممارسات.
وقال رامي شعث: "لا أعاني من أي مشاكل صحية خطيرة، أشعر أنني مررت باختبار، وأحبطتُ المناورات التي كانت تهدف إلى تحطيمي، أنا مصمم على مواصلة كفاحي من أجل 60 ألف سجين رأي في مصر، بعد أن رأيت بأم عيني التعذيب والمعاناة والعائلات المشتتة والمدمرة، أصبحت هذه القضية مسألة شخصية بالنسبة لي".
وأضاف هذا الناشط أن النظام القمعي في مصر يخلق أمة يائسة يحكمها الخوف والاستياء، مشيرا إلى أن السجناء الذين لا ينجرفون نحو التطرف في السجن يريدون شيئا واحدا فقط، وهو الفرار إلى الخارج، أما من فقدوا الأمل منهم، فلا يرون خلاصا لهم سوى في الانتحار، إن ذلك على حد تعبيره "كارثة على النطاق الفردي والوطني".
ذكر شعث أنه كان طيلة سنتين ونصف مسجونا في زنزانة مساحتها 23 مترًا مربعًا، جدرانها متآكلة وليس فيها سوى بطانية بسيطة ينام عليها وفتحة في الأرض، عوضًا عن المرحاض وحمام ماؤه بارد.
وأورد رامي: "في أول 37 يومًا، كنا حوالي 32 شخصًا في زنزانة واحدة، كنا ننام بالتناوب ملتصقين ببعضنًا البعض. ثم نُقلت إلى زنزانة أخرى بنفس الحجم فيها 18 شخصًا، أي ما يعادل 1.30 متر مربع لكل سجين، كانت الغرفة تعج بالحشرات، ولم نحصل على مبيد حشري إلا بعد سنة".
أكد الناشط السياسي عدم تعرضه للتعذيب، مشيرا إلى أنه فقد صديقًا نتيجة تعرضه لنوبة قلبية في الحبس الانفرادي أدت إلى وفاته، وقد وصف الحبس الانفرادي بأنه عبارة عن حفرة بمساحة متر على 1.50 متر لا يدخل إليه النور وضيّق.
وقد نُقل صديقه قبل وفاته إلى ما يسمى العيادة، وهي غرفة بسيطة يعمل فيها طبيب مناوب، لا يقوم إلا بتوزيع مسكنات الألم، كما توفي سجين آخر نتيجة التعرض لصدمة كهربائية بسبب خلل في الأسلاك.
وفي سجن طرة، حيث كان يقضي عقوبة السجن، قال شعث إنه توفي قرابة سبعة سجناء بسبب عدوى فيروس كوفيد-19، لم يخضعوا لأي تحليل مطلقا، لكن كانت جميع الأعراض واضحة عليهم.
ورأي الناشط الفلسطيني المصري أنه بمقدور فرنسا بدور لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، ويجب عليها أن تفعل المزيد من أجل حقوق الإنسان في مصر، ولا يمكن الاكتفاء بالإفراج عن عدد ضئيل من سجناء الرأي مثلي أو مثل رامي كامل أو باتريك زكي، لا بد من الإفراج عن بقية سجناء الرأي، وسعي الدول الغربية إلى تمرير قائمة أسمائهم إلى سلطات الانقلاب.
وتابع أن هناك الآلاف من السجناء الآخرين الأقل شهرة منا، لكنهم يستحقون الحرية مهما كانت ميولهم السياسية، نحن بحاجة إلى استراتيجية عالمية".
قال شعث: "سأستمر في النضال من أجل إطلاق سراح سجناء الرأي وحقّ تقرير المصير للفلسطينيين، وهما السببان المباشران لاعتقالي، لقد تلقيت بالفعل دعوات للتحدث أمام البرلمانات والمنظمات، يجب علينا تغيير الأنظمة التي تحكم الشرق الأوسط، وإرساء أنظمة أكثر عدلا".
أضف تعليقك