• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
Dec 23 22 at 08:29 AM

شيعت، مساء الخميس، حشود من المواطنين بمدينة أبوكبير جنازة فقيد الشباب جهاد عبد الغني محمد سليم الذي ارتقى شهيدًا داخل محبسه بسجن بدر بعد تدهور حالته الصحية؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمد إثر إصابته بسرطان الحلق قبل نحو عامين.

شهدت الجنازة حضور واسع لحشود المواطنين الذين استنكروا ما تعرض له جهاد من انتهاكات متنوعة على مدار أكثر من 7 سنوات بعدما تم اعتقاله في سبتمبر 2015 حيث لفقت له اتهامات ومزاعم في قضية ذات طابع سياسي وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عامًا في مارس الماضي من محكمة لم تتوافر فيها شروط التقاضي العادل بحسب توثيق العديد من المنظمات الحقوقية.

وكان شاهد عيان روى تفاصيل ما جرى مع أسرته من عدم إنسانية خلال إجراءات تسليم الجثمان، فعلى مدار يومين كاملين تعنتت الجهات المعنية في تسليم جثمان الشهيد بإذن الله جهاد عبد الغني الذي صعدت روحه إلى بارئها داخل محبسه بسجن بدر بعد صراع مع مرض السرطان الذي أصيب به قبل نحو عامين ونتيجة لما تعرض له من الإهمال الطبي المتعمد ومنعه من العلاج المناسب.

ولم تكتفِ الجهات المعنية بما لحق به ومصاب أسرته فيه بل مارست التنكيل عبر سلسلة من الإجراءات وكأننا لا نتعامل مع بشر فمنذ أن وصل خبر وفاته داخل السجن توجهت أسرته إلى سجن بدر لاستلام الجثمان وكان بعد ظهر يوم 21 ديسمبر 2022 فوجههم المسؤول بسجن بدر إلى  نيابة الشروق لإنهاء إجراءات خروجه وهناك ظلوا ساعات امتدت حتى العشاء وبعدها توجوا إلى سجن بدر وهناك قال له المسؤول أن الجثمان تم نقله إلى مشرحة زينهم غير أنه سينهي لهم جميع أوراق الخروج لاستلامه من المشرحة حتى لا يتم عودتهم مرة أخرى إلى السجن وظلوا لساعات امتدت لقبيل منتصف الليل قبل أن يتوجهوا إلى المشرحة وهناك أخبرهم المسؤول بأنه لا يستطيع أن يسلمهم الجثمان إلا في الصباح ووعدهم بأنه في صباح اليوم التالي باكرًا سينهي الإجراءات وعند توجههم في اليوم الثاني طلب منهم التوجه مرة أخرى لسجن بدر لإنهاء إجراءات أخرى عبر مجموعة من الأوراق وظل أفراد الأسرة في رحلات ما بين بدر وزينهم ذهابًا وإيابًا على مدار ساعات اليوم التالي حتى وصلوا إلى تغسيله وتكفينه ورغم الانتهاء قبيل المغرب لم يخرج الجثمان في انتظار موافقة من الأمن الوطني.

ما حدث وما تضمنه من سلسلة من الانتهاكات لحقت بالأسرة المكلومة علي فقيدهم تجسد انعدام الإنسانية من قبل جميع الأجهزة التي تعاملت مع المشهد وتكشف إصرار منهم على المضي في مشهد التنكيل والقسوة المبالغة في غير محلها والتي تزيد من معدلات غضب وسخط جموع المواطنين الذين يتابعون ما يحدث تعكسه دعواتهم التي سجلتها صفحات ومواقع التواصل المختلفة كأحد شواهد غباء نظام يقتل الشباب دون جريرة غير أنهم حلموا أن يعيشوا في وطن حر تعلو فيه قيم العدالة وكرامة الإنسان دون تفرقة.

أضف تعليقك