• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
Mar 22 23 at 09:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، شهر الطاعة والرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر النصر والفتح- يسرني أن أبعث إلى جموع المسلمين في العالم بأرق التهاني، أن جعلنا الله من أهله، وأخلص الدعوات بأن نكون من أهل مغفرته ورحمته.

وأولى رسائلي: رسالة من القلب، أبعثها إلى كل أمّ وكل زوجة ستتفقد ابنها أو زوجها عند الغروب فلا تجده؛ غيَّبه الموت شهيدا، أو الاعتقال في سبيل الله محتسبا.  فإلى هؤلاء وأسرهم، ندعو - والقلب يعتصره الألم- بأن يمنّ الله عليهم بالصبر، وعاجل الفرج، وهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

وثاني رسائلي: إلى تاج الرؤوس، أولئك الأبطال الصامدين خلف القضبان، يدفعون ضريبة الحرية والدعوة إلى الله من أعمارهم، لا ذنب لهم إلا أنهم آمنوا بالله وحده، وأرادوا لأوطانهم الحرية والرفعة والرخاء. فإلى هؤلاء أبعث بتحية القلب نيابة عن الإخوان المسلمين في كل مكان. وأخص فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين بتجديد البيعة له، داعياً المولى سبحانه أن يعينني على أداء حق الأمانة التي طوّق الإخوان بها عنقي في هذا الظرف الحرج.

وثالث رسائلي: إلى جموع الإخوان الذين فرقتهم المحنة وأعيتهم الفرقة، أن اجعلوا هذا الشهر العظيم مناسبة للتوجه إلى الله بقلوب مخلصة، نطلب منه أن يرفع عنا ما نحن فيه. فأول الوحدة رغبة وتوبة، {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. فبحبل الله المتين تمسكوا واعتصموا، تذوب الفوارق، وتزول الخلافات، ونتوحد في سيرنا إلى الله. واعلموا أنّ صدورنا مفتوحة لكل نصح، وأيدينا ممدودة لكل عون، وأن زمن التفريط في الإخوان فد انتهى، فأنتم رأس المال وهو قليل، وفى اجتماع كلمتكم عِزّ للإسلام ودحرٌ للشيطان. 

أيها الإخوان: الأمر أكبر من مجرد خلاف على لائحة أو رؤية، فالفراغ الذي خلّفه غيابكم وتغييبكم، جنَته الأمة تراجعاً في قيمها ودينها وهويتها، فاعلموا قدركم ومكانتكم، وقدروا مسؤوليتكم. فما أحوج العالم الإسلامي إليكم! وهذا قدر من اصطفاه الله لحمل رسالته {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}.

ورابع رسائلي: إلى عموم العاملين للإسلام والدعوة إلى الله، وإلى المحبين للخير العاملين على رفعة الأوطان من مؤسسات وحركات ومنظمات، على اختلاف أطيافهم وألوانهم السياسية والأيديولوجية، فإليكم جميعا خالص التهاني بشهر رمضان. 
ونقول لكم : إن أيدينا إليكم ممتدة للعمل المشترك لما فيه الخير لشعوبنا وأوطاننا.
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}

وختاماً أتوجه إلى الله تعالى بخالص الدعاء بأن يمنَّ على المعتقلين بالفرج العاجل، وعلى الإخوان وكل المسلمين بالرحمة والقبول الحسن.
كما أدعوه سبحانه أن يرفع عن الأمة البلاء في كل أرض يحارب فيها دينه ويضطهد فيها أولياؤه.
ولنعلم جميعا أن الله لا يتخلى عن عباده المؤمنين؛ ولكنَّ البلاء والتدافع سنن ماضية إلى يوم القيامة.

قال الله تعالى {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40].

والله أكبر ولله الحمد
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الأربعاء: 30 شعبان 1444هـ الموافق 22 مارس 2023 م

أضف تعليقك