بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

 أما بعد.. فقد تمادى الاحتلال الصهيوني في عدوانه الظلوم على إخوتنا في فلسطين، حتى تجاوز الإجرام مداه، وفاقت قسوته أوصاف الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية. 

كل ذلك وردود الفعل "الرسمية" التي تسهم في وقف الحرب وإيقاف نزيف الدماء'، هذه الردود دون مستوى الضغط والتأثير على العدو المحتل. لذلك ينبغي أن يظل رد الفعل الشعبي متصاعدا، لإجبار الحكومات على اتخاذ إجراءات من شأنها الضغط على المحتل الباغى لوقف الحرب. 

فما تمادى العدو الصهيوني إلا بسبب بقاء علاقات ما بعد الحرب معه كما كانت قبلها. علاقات تعاونية لا صراعية. فالسفارات الإسرائيلية مفتوحة في بلادنا، وسفراء دولنا مازالت مستمرة في أداء عملها لدى الكيان الصهيوني، كأن شيئا لم يحدث! والتبادل التجاري والسياحة وكافة أشكال التطبيع قائمة كما هى عليه قبل الحرب. فعلام يسلم العدو الإسرائيلي ويوقف العدوان، إذن؟؟!! وتحت أي ضغط يمكن أن يمتثل لطلب وقف العدوان ، طالما أن أي من أوراق الضغط لم تستخدم ضده؟؟!!

ومن هذا الواجب تدعو جماعة الإخوان المسلمون كافة الشعوب العربية والإسلامية عامة، والشعب المصري خاصة بالتظاهر يوم الجمعة القادم، عقب صلاة الجمعة، لإظهار موقف شعبي عارم في رفض المواقف الرسمية المتخاذلة، والمطالبة بأفعال إيجابية.

 يا شعوب أمتنا الإسلامية، إذا لم تحركنا غيرتنا على المسجد الأقصى قبلتنا الأولى، وإذا لم يحركنا الدم الفلسطيني الزاكى المهراق، فمتى نتحرك؟ هل عندما يهدم المسجد الأقصى؟ أم عندما يفرغ العدو من القضاء على المقاومة ليقيم حلمه من الفرات إلى النيل؟! فلننتفض لأداء الواجب، ودعماً للمقاومة خط الدفاع الأول، فنحن أمام عدو لا تنتهى أطماعه.

ولننتفض نصرةً لحق شعب فلسطين في تحرير أرضه، والعمل على تحرير مقدساتنا.

 قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني.

والله أكبر ولله الحمد

جماعة الإخوان المسلمون

الخميس 11 ربيع الثاني 1445 هـ؛ الموافق 26 أكتوبر 2023 م