بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج:39].
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيد المرسلين وإمام المجاهدين وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد.. أيها المسلمون في كل مكان في أرض الله.. تتنامى الأنباء عن تصعيد جيش الاحتلال للقصف الشامل على قطاع غزة، وأنه قد بدأ مرحلة تصعيد إجرامي جديد. الأمر الذي تم الحشد له -وحذرنا منه- وسط ضجيج البيانات والتصريحات، التي استوى فيها أصحاب القدرة والقرار والفعل، مع من لا حيلة له؛ في مؤامرة شيطانية تحالف فيها الاستكبار العالمي الغربي، مع صمت وتخاذل قادة وجيوش العرب المسلمين، لتستحكم حلقات الحصار والمؤامرة الظالمة على أهلنا في غزة.
ونحن في هذا المقام -وقد تداعت الصهيونية وداعموها الغربيون- لنؤكد أن شعوب العالم الإسلامي يتوقون إلى أداء واجب الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الأسير، وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بقوله: ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 41]. غير أن بين المسلمين وأداء الواجب حدوداً، لا ينبغي أن تكون من أجل حماية أمن العدو الغاصب. ولذلك فإننا نطالب بفتح الحدود لنلبِّي نداء الواجب، ونقدم الدعم لنصرة إخواننا في فلسطين، وإننا نبرأ إلى الله تعالى من كل من يحول بين المسلمين، وواجب الجهاد، والنصرة بالنفس والمال.
ويا شعوب العالم الإسلامي.. هبوا على كل صعيد لدعم إخوانكم في غزة، فتحرير المسجد الأقصى مسرى رسول الله يستصرخكم، والمقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، ودعمها واجب؛ فأروا الله منكم خيرا، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. واستبشروا فإن الصراع طال أو قصر- معلوم النهاية. قص علينا القرآن الكريم قصته؛ بدايته ونهايته. قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء:7]. فاعملوا وجاهدوا وانصروا إخوانكم بشتى صور الدعم، واستفرغوا وسعكم ولا تستقلُّوا أو تستكثروا في سبيل الله جهدا وعطاء، ثم استبشروا. ﴿بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الروم: 5].
أيها المجاهدون في قطاع غزة وكل فلسطين المحتلة.. أهل الرباط والجهاد.. استبشروا بمعية الله لكم (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، وإن خذلكم البعض فإن الله لا يتخلى عن عباده المؤمنين الصادقين، وإنا على يقين بأن الله ناصر جنده، فمنه العون والمدد، وبوعده نستبشر بنصر مبين. وأنكم بإذن الله -رغم الجراح- منصورون، وإنه والله استحقاق نصر أو شهادة. ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: 52].
والله أكبر ولله الحمد
الدكتور صلاح عبد الحق
القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون
الجمعة 12 ربيع الثاني 1445 هــ؛ الموافق 27 أكتوبر 2023
أضف تعليقك