أقدم العدو الصهيوني اليوم على اقتحام قطاع غزة، وارتكب مذبحة بشرية ضد المدنيين فى مخيم جباليا، ارتقى فيها مئات الشهداء، وباتت رائحة الموت في كل مكان. وذلك في تحد واضح للمجتمع الدولي وقرار الأمم المتحدة الذى طالب بوقف الحرب بأغلبية مائة وعشرين دولة، واستمر في جرائمه ضد الإنسانية، وليؤكد للعالم أن لغة السياسة والقانون لا تردعه.
الأمر الذى يوجب على الدول والحكومات اتخاذ إجراءات وقرارات عملية، من شأنها إجباره على وقف العدوان، وتجنب نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني. فقد انتهى وقت الكلام، وحان وقت الفعل. والحكومات اليوم أمام اختبار ربما يكون الأخير، هل هي مع الحق الفلسطيني ومع مواقف شعوبها أو سقطت في بئر الخيانة مع العدو المحتل؟
ولذلك؛ فإننا نطالب حكوماتنا العربية والإسلامية -وخاصة دول الطوق باعتبارها بوابة العالم إلى فلسطين- نطالب الجميع باتخاذ مواقف عملية لنصرتها. حيث نطالب النظام المصري بفتح معبر رفح فوراً ، وإدخال كافة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. كما نطالب بطرد السفير الإسرائيلي من كافة العواصم العربية ، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال. إضافة إلى تفعيل سلاح المقاطعة على مستوى الدول والحكومات، ووقف كافة أشكال التعاون والتطبيع مع دولة الاحتلال؛ لتذوق إسرائيل ويلات العزل والحصار الذى مارسته على غزة. وليدفع المحتل تكلفة إجرامه عالية.
وتؤكد جماعة الإخوان المسلمون أن حركة المقاومة الاسلامية ( حماس ) وحركات المقاومة في أرض فلسطين هي حركات تحرر وطني ، يقف وراءها كل شعب فلسطين. وعلى الحكومات دعم المقاومة بشتى صور الدعم لتحرير أرضها. الموقف الذى يؤيده القانون الدولي ، وقرارات الشرعية الدولية بشأن حق تقرير المصير.
كما نطالب مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والدول الأعضاء بالعمل على إصدار قرار بإحالة نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية متهماً بارتكاب جرائم إبادة جماعية ومحاكمته كمجرم حرب.
وختاماً ؛ فليكن الجميع قادة وحكومات وشعوباً على يقين أن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، ويبقى لله وللأوطان وللتاريخ صحائف الشرف والواجب، أو سجلات العار والخيانة. وإن غدا لناظره قريب (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)[ الروم].
والله أكبر ولله الحمد
جماعة الإخوان المسلمون
التاريخ: 16 ربيع الثاني 1445هـ · 31 أكتوبر 2023 م
أضف تعليقك