فى الوقت الذى انخرط فيه العسكر فى استصلاح الأراضي وإنتاج المكرونة والدفع بعربات الجيش فى الطرقات لبيع الخضروات واللحوم المجمدة وإفساد المشهد السياسي عبر عصابة الجنرال، كان قائد الانقلاب على الطرف الآخر من المشهد يهدر قرابة 20 مليار دولار على صفقات تسليح مثيرة للجدل لم تزد الاقتصاد المنهار إلا رهقا.
السيسي الذى يستجدي الاعتراف الدولي بشرعية مزيفة بعد استيلائه على السلطة عقب انقلاب عسكري دموي، لم يجد وسيلة لإقناع الغرب بالتمسك به والدفاع عن جرائمه الفاشية، إلا عبر ذبح الاقتصاد من الوريد إلى الوريد، ليدفع الشعب المصري ثمن شهوة السيسي وعمالته باهظا، بانهيار العملة المحلية، وتوحش الدولار، وتراجع البورصة، وتجميد السياحة، وغلاء الأسعار، واختفاء السلع الأساسية، وهروب رأس المال.
ووسط حالة من افتقاد الشفافية وعدم الإعلان عن مصادر تمويل تلك الصفقات المشبوهة لعشرات التشكيلات من الأسلحة، التى لن تجد مكانا فى مخازن الخردة، فى ظل الحالة الحميمية التى تربط السيسي بحلفائه الصهاينة، ولن تخرج إلى النور سوى لضرب الأشقاء فى غزة المحاصرة، أو مواصلة عمليات الإبادة الجماعية فى سيناء، رفع المصريون لافتة "من أين لك هذا؟".
وأبرم السيسي صفقات تسليح زادت من الأزمة الاقتصادية، وكانت تكلفتها التى بلغت قرابة 200 مليار جنيه كفيلة بدعم الاحتياطي المنهار، وإنعاش مفاصل الدولة التى تآكلت تحت وطأة الفساد، حيث تعاقد الجنرال على شراء غواصتين من طراز "تايب 209" من ألمانيا فى صفقة بلغت قيمتها 920 مليون يورو.
وتسلم السيسي 4 مقاتلات حربية من فرنسا، مزودة بصواريخ من طراز "جوييد" مقابل مليار يورو، وتعاقد على منظومة صواريخ "إس 300 بي إم" المضادة للصواريخ الباليستية من روسيا، فى صفقة بلغت 3 مليارات دولار.
وحصل قائد الانقلاب على 10 مروحيات أباتشي ضمن المعونة الأمريكية، والتى اعتبرها المراقبون هدية انقلاب السيسي على الشرعية فى مصر، ودهس الإرادة الشعبية بمجنزرات العسكر، كما وقع اتفاقية شراء 24 طائرة فرنسية من طراز رافال "العانس"، وفرقاطة متعددة المهام؛ لكسب ود فرانسوا أولاند عبر دعم الاقتصاد الفرنسي بمبلغ 6 مليارات دولار.
ووقع مذكرة تفاهم مع حليف الدم فى موسكو لتوريد 12 مقاتلة "سو 30 كا" من طراز سوخوي، ضمن حزمة من الاتفاقات المجهولة مع الجانب الروسي، والتى لم يتم الكشف عن تفاصيلها، قبل أن يتسلم 8 طائرات من طراز F 16 بلوك 52 الأمريكية غير معلنة التفاصيل.
وواصل السيسي رحلته الجنونية نحو شراء بقائه على السلطة من مال الشعب المنهوب فى صفقات تسليح دون جدوى فى الوقت الحالي، الذى بلغ فيه التكامل الدبلوماسي والتعاون الاستخباراتي والتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني مستويات غير مسبوقة، بينما يطالب الشعب المصري المنكوب بوقاحة عسكرية "صبح على مصر بجنيه!".
#رصد | أكثر من 20 مليار دولار قيمة صفقات سلاح وقعها السيسي منذ 2014، بينما يقول للمصريين: صبحوا على مصر بجنيه.. فلماذا يشتري السيسي كل هذه الأسلحة؟
تم نشره بواسطة شبكة رصد في 17 مايو، 2016
أضف تعليقك