أظن أن هذا العنوان لفت نظر حضرتك وأنت تتساءل يعني إيه؟ الموت حق على الجميع، فما معنى أن يكون صاحبك قد انتقل إلى رحمة الله ولم يكن من ركاب الطائرة التي سقطت أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة ولقي كل من فيها مصرعهم رحمهم الله جميعا؟
والإجابة: هناك تشابه بينهما.. أي بين صاحبي وركاب هذه الطائرة، ويتمثل في الموت المفاجئ.. فهؤلاء الذين كانوا على سفر ظنوا أنفسهم في أمان كامل، ولم يتوقع أحدهم أبدا أن نهايته ستكون في هذه الرحلة، وأنهم سينتقلون إلى رحمة الله بعد دقائق!
وكذلك صاحبي العزيز الجميل.. تواصلت معه قبل وفاته بأقل من 24 ساعة وكان صوته "رايق" منطلقا لا يشكو من مرض! وعلمت أنه قضى سهرة حلوة مع شريكة العمر في منزل ابنته المتزوجة، وصلى الفجر حاضر مع زوجته ونام ولم يقم بعدها! وعندما علمت بوفاته انتابني الفزع.. يا لها من مصيبة تدخل في دنيا العجائب.. "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وتذكرت على الفور ركاب الطائرة المنكوبة.. لقد ماتوا بذات الأسلوب الموت المفاجئ الذي لا يرحم!! وكان الله في عون اسرهم وهم يعانون من بلوى لم تخطر لهم على بال.
والدرس المستخلص من كل هذا يتمثل في كلمتين الدنيا لا تساوي جناح بعوضة.. استعد دوما للقاء ربنا، فالموت قد يداهمك دون أن تتوقع أبدا سواء كنت في طائرة أو نائما في سريرك كما حدث مع صاحبي.
أضف تعليقك