مثّل الناشط السياسي محمد صلاح سلطان صداعا قاسيا فى رأس الانقلاب العسكري طوال مدة حبسه داخل مقبرة العقرب، على خلفية اتهامات ملفقة من أجل الضغط على والده الداعية الإسلامي البارزصلاح سلطان، ليس لحمله الجنسية الأمريكية التى ترتعد أمامها فرائص السيسي، وإنما بعد الدخول فى إضراب عن الطعام كسر حاجز الـ500 يوم، ووضع العسكر فى مرمى سهام المنظمات الحقوقية الدولية.
سلطان الذى سجله التاريخ كأحد أبرز أبطال معركة الأمعاء الخاوية ضد الفاشية العسكرية، رصد رحلة اعتقاله الجائرة من داخل منزله على يد ميليشيا العسكر؛ من أجل الضغط على والده، قبل أن يضمه شامخ البيادة إلى إحدى هزليات الانقلاب، والمعروفة إعلاميًّا بغرفة عمليات رابعة.
وأوضح سلطان– فى حواره مع الإعلامي البارز أحمد منصور على فضائية "الجزيرة"- أنه تم اعتقاله من منزله، يوم 25 أغسطس 2013، أثناء تواجده مع أصدقائه الصحفيين عبد الله الفخراني وسامحي مصطفى "مؤسسي شبكة رصد"، ومحمد العادلي مراسل قناة "مصر25"، حيث اقتحم قرابة 20 ملثما من ميليشيا السيسي المنزل وحطموا محتوياته.
وأضاف أن قوات الأمن أمرتهم بالانبطاح أرضًا دون مراعاة لإصابته بكسر فى ذراعه، وانهالت على الجميع بالاعتداء الوحشي بالركل والصفع، وطالبوه بالإفصاح عن مكان والده الداعية الإسلامي والذى لم يكن يعلمه، فتواصل الضرب والاعتداء بعنف مفرط، مشيرا إلى أنهم جميعا تم تلفيق اتهامات لهم فيما بعد فى القضية الهزلية، والحكم عليهم بالمؤبد، ويكابدون أسوأ صنوف العذاب داخل سجن العقرب سيئ السمعة.
وأشار إلى أن ميليشيا السيسي لم تكن تحمل أوراقا رسمية لاعتقالهم أو تفتيش المنزل، أو اتهامات محددة، وقاموا بمحاولة اقتحام منزل والده بنفس العقار بتحطيم الباب، إلا أنه أخبرهم بأنه لا يوجد أحد بالمنزل ويمكنه أن يفتح لهم الباب دون أن يكسروه.
وأكد سلطان أن عصابة الداخلية قامت باصطحابه ورفاقه دون أن يسمحوا له بالحصول على العلاج الخاص به، وقاموا بترحيلهم فى سيارة كئيبة، قبل أن يحتجزوهم فى غرفة شديدة البرودة مع مجموعة من الجنائيين تُعرف بـ"التلاجة" فى قسم البساتين، الذى يعد أحد أسوأ أقسام الشرطة فى مصر.
رحلة من المعاناة وتلفيق الاتهامات والتضييق بدأت من اعتقال بلا اتهام لمجرد الوصول إلى د. صلاح سلطان، وطالت ثلاثة صحفيين بلا جريرة، وتواصلت من "التلاجة" إلى سجن العقرب، إلى محاكمات هزلية تفتقر إلى العدالة فى كافة مساراتها، إلى حكم جائر بالمؤبد، قبل أن ينتصر صمود سلطان وينجح إضرابه البطولى فى كسر قيود العسكر، وإن دفع الضريبة باهظة بإسقاط الجنسية المصرية من دفاتر شبه دولة السيسي.
أضف تعليقك