العطش يضرب جنبات الوطن، من أقصاه إلى أقصاه، وفي رمضان بات المواطنون يبحثون عن كوب ماء يفطرون عليه، فالحر يفتك بالناس ولا يجدون المياه في بيوتهم، إلا لمن في بيته أو شقته أو حتى عشته "موتور"، وهذا أيضا بات غير مضمون النتائج، وليس الوقت ببعيد فلم تكد تمر على رئاسة الدكتور محمد مرسي شهور من فترة حكمه، إلا وكانت الحناجر تصرخ من أزمة المياه، بعد تهييج إعلامي متعمد ، أما الآن وقد غاب التهييج الإعلامي، وانتشر بدلاً منه العنف والإرهاب "الميري" فقد بلع الكثيرون ألسنتهم ، رغم أن الأزمة لم تعد مقتصرة على المياه وحدها ، بل تعدتها إلى الأسعار التي خرجت عن السيطرة ، وعن قدرة المصريين على التعامل معها ، إلا أن نفس "الخرس المجتمعي" كان الأعلى "صمتا".
ثورة العطش
وخلال الأربع والعشرين ساعة الفائتة، كانت عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية، حتى المنحاز منها للانقلاب، تتحدث عن أزمة في المحافظات، ففي الجيزة ما زالت عشرات المناطق لا تجد كوب مياه ، وفي المنيا "4 مناطق تعاني انقطاع مياه الشرب منذ 5 أيام بسبب انفجار بالخط الرئيسي"، بل إن أهالي «الشرفا» يشكون انقطاع المياه منذ 15 يومًا"، و"كسر بالخط الرئيسي يقطع المياه عن المنصورة" و"انقطاع مياه الشرب عن بعض المناطق بقنا"، و"كسر فى المواسير يتسبب فى انقطاع المياه عن قرية دفرة بطنطا"، واستمرت أزمة المياه بالشرقية ، وطالبت 12 قرية بإقالة المحافظ بسبب تهدد 25 ألف مواطن بالموت عطشا، وفي أسيوط انقطعت مياه الشرب بـ5 مناطق بمدينة ومركز أسيوط بسبب عطل مفاجئ.
وفي الدقهلية قام أهالى قرية الربع بقطع الطريق بسبب انقطاع المياه منذ أسبوع، و"المئات يتجمهرون بـ"كتامة" لنفس السبب ، وانقطعت المياه عن قرية الملعب بمركز بلقاس والأهالى يهددون بقطع الطرق"، وفي قرية "برهمتوش" انقطعت المياه بسبب ضعف الكهرباء"، وإجمالي "قرى الدقهلية تستقبل أول أيام رمضان بدون مياه".
ومن سيناء، "انقطاع المياه عن قريتى " السادات" و "سلمانة" بشمال سيناء".
ومن البحيرة نقرأ : "تصاعد أزمة انقطاع المياه في البحيرة، والأهالي: "ارحموا الناس الغلابة"، و"انقطاع المياه عن "التوفيقية" رغم صرف مبالغ ضخمة لتطوير محطة مياه الشرب"، و"تجمهر أهالي 14 قرية بالبحيرة احتجاجاً على انقطاع المياه".
ونشرت الصحف : "انقطاع المياه عن القاهرة الجديدة 10 ساعات". ومن القليوبية "مياه القليوبية": قطع المياه عن بنها لمدة 7 ساعات مساء اليوم"، و"أهالي القليوبية يشتكون من الانقطاع المستمر للمياه"، و"سكان عزبة النخل الشرقية يستغيثون من انقطاع مياه الشرب".
ويرى قطاع من الشعب أن تصريحات المسؤولين تأتي من باب ذر الرماد في العيون وسط غضبة شعبية اكتفت برفع الجراكن والفناطيس، وسط تصريحات للمسؤولين وبعض "النواب" في "برلمان" العسكر في بعض المناطق، ومنهم طارق سعيد الذي قال: إن "أزمة انقطاع المياه بإمبابة انتهت تماماً"، وتعليقا على أن انقطاع المياه مستمر، خرج وزير الإسكان في حكومة الانقلاب قائلا "نعتذر للصائمين"!.
وبشر محافظ الجيزة المواطنين بما لا يجدونه فقال: "أزمة انقطاع المياه انتهت تماماً".
وكما كان البعض يسب "مرسي" كلما انقطعت المياه ، يطالب آخرون الآن بأن "المفروض كلما انقطعت الكهرباء الناس تقول "الله يخرب بيتك يا سيسي".
أضف تعليقك