بعث عبدالحميد بنداري نقيب المعلمين بالشرقية والذي تم اعتقاله للمرة الثالثة من أبو كبير برسالة إلى الرئيس محمد مرسي، جاء فيها:
سلام عليكَ يا بطل.. بعد مرور ثلاثة أعوام على خطفك وحبسك من قبل العسكر الخونة.
سلام عليك يا رمز الثورة وأنت قابع خلف القضبان رافع الرأس شامخ النفس.
سلام عليك أيها الحر الأبيّ وأنت تسطر صفحات مشرقة للأجيال عبر العصور.
سلام عليك أيها الرئيس الشرعي الوحيد للمصريين في كل ربوع مصر والعالم.
سلام عليك في محبسك الانفرادي؛ حيث تقبع فيه بطلاً حرًّا أبيًّا، وغيرك هم العبيد.
سلام عليك من كل الأحرار فى سجون ومعتقلات مصر إلى بطلهم ورمزهم الشامخ القوي.
سلام عليك من كل الثوار الأحرار في شوارع وميادين مصر الثورة الذين يسطرون أروع الصفحات في نضالهم المستمر، وهم يرفعون صورك ويرددون شعاراتك.
سلام عليك من كل أحرار العالم الشرفاء وهم يستمدون قوتهم وصمودهم من ثباتك وصمودك وشموخك.
سلام عليك في أواخر شهر رمضان ونحن نودعه، ونرفع الأيادي، وتبتهل الألسنة بالدعاء للملك الديـان بأن يقوي ظهرك ويزيدك إيمانًا ويقينًا وصمودًا.
سلام عليك وعلى أهل بيتك الصامدين الشامخين الصابرين المحتسبين الذين لم يسمح لهم الانقلابيون الخونة بزيارتك خلال الأعوام الثلاثة إلا مرة واحدة.. فصبروا واحتسبوا وتحمّـلوا، وما رأيناهم يتسولون الزيارة أو ينكسرون أو يتراجعون.
والله ما نسيناك لحظة واحدة.. وما توقفت دعواتنا لك.
وكيف ننساك وأنت الشعلة المضيئة لنا ولأجيالنا، وأيقونة ثورتنا النابضة.
ولطالما تذكرنا كلماتك ومواقفك الشامخة وعزيمتك وإرادتك الفولاذية المُـعبرة.
طالما تذكرنا جولاتك وصولاتك البطولية الفذّة في البرلمان وصوتك القوي يزلزل أسماعهم وحصونهم، ولا يوقفك أحد لأنك تحمل الحق القوي بين جنباتك.
نتذكر جميعًا كلماتك القوية المجلجلة (لـبـيـكِ يـا سـوريــا) بينما سوريا اليوم تئن في بحور من الداماء وتُـدك وتُـدمر - ولا يتحرك أحد لنجدتها.
نتذكر أيضًا كلماتك الواضحة (لـن نـتـرك غـزة وحـدهـا) وإذا بغزة وأهلها اليوم يستغيثون ويستصرخون وما من مجيب لهم.
بل أتذكرك حينما زرتك في محبسك فى مزرعة طره (2007) وبينما أحاول أن أخفف عنك آلام الحبس والاعتقال.. فإذا بك تقول لي بابتسامتك المعهودة: (الإصلاح يستحق أكثر) فلم أستطع الرد أو التعليق، وإذا بالأيام تثبت صدق مقولتك ونبوءتك.
ولطالما تذكرت الأمة وأحرار العالم أجمع أول ظهور لك في المحاكمات الهزلية وأنت تخرج للعالم بطلاً صامدًا قويًّا غير عابئ بسجانيك وتعلن من داخل القفص بصوتك الجهوري وايمانك الراسخ أنه: "لا اعتـراف بالانـقـلاب - لا تـفـاوض مـع الـقـتـلـة - لا تـفـريـط فـي حـق الـشـهـداء"، فأيقظت فينا روح العزة والإباء.
سيدي الرئيس.. إن البلاء يكون على قدر الإيمان، والأجر يكون على قدر المشقة، ويُـبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيـد له في البلاء.
وأنت من صنعك الله لمصر والعالم الحر لتكون النموذج والقدوة والنبراس.
وسوف تعبر بنا وبثورتنا عنق الزجاجة نحو النصر والتمكين في الغد القريب بإذن الله.. فاثبت على ما أنت عليه.. ووالله لن يضيعك الله أبدًا..
فما عهدناك عبر سنوات معاشرتنا لك - إلا رجلاً جلدًا صادقًا صدوقًا حرًا أبيًا وإننا على يقين بأن لعنات الله وغضبه سوف تنزل (بل هي تنزل فعلاً) على سجانيك الخونة الآثمين، وإن ذنبك يلاحقهم أينما ارتحلوا أو تحركوا.
فالفشل دليلهم.. والرعب يملأ قلوبهم.. والهزيمة تنتظرهم.
(فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)
أضف تعليقك