ذكرى الانقلاب علامة فاصلة وتاريخ لا يمحى للخيانة والتفريط في الثوابت والانتكاس على الأعقاب والردة عن الحرية كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون.
وتجري سنن الله في كل فاجر يراها المؤمنون رأي العين
إن الله لا يصلح عمل المفسدين، وإن الله لا يهدي كيد الخائنين
ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا
فتساقطت أقنعة وظهرت سوءات وتعرى أقوام من المبادئ والقيم والضمائر
وما كان الحق أوضح منه في يومٍ من الأيام كما هو الآن، ومَن اختلف فيه مع هذا الوضوح لو نزل عليه المسيخ الدجال غدًا، ربما لا يُفرِّق بينه وبين المسيح عيسى عليه السلام
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إن الله لا يُسلِم الحق، ولكن يتركه ليبلوا غَيْرة الناس عليه فإذا لم يغاروا عليه غَارَ هو عليه). ويقول أيضا رضى الله عنه:(حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق).
وما بين خلع ثوب الذل وارتداء ثوب الحرية تظهر عورات الكثيرين ولا ينطق بالحق منافق أو ذليل لا يخاف سماع صوت الحق إلا مَن كان على الباطل
يقول الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله: (من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال، ومن ادَّعى الوطنية وهو يفرِّق الصفوف فهو خائن، ومن ادَّعى الحكمة وهو منحرف فهو سفيه، ومن ادَّعى البطولة وهو عبد لأهوائه فهو رعديد. ومن ادَّعى الزعامة وهو حقود فهو مقود، ومن ادَّعى التحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال، ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول ﷺ فهو جاهل أو محتال).
وتجري أقدار الله في عبادة ابتلاء واختبار وتمحيصا واصطفاء وستارا لقضاء الله وقدره وسيأتي النصر بزمان ومكان وطريقة لا تخطر على قلب بشر مؤمنًا كان أو كافرًا (ومَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى للْبَشَرِ).
أضف تعليقك