شيخ المجاهدين هكذا قالوا عنه، ناضل وقاوم الانجليز اثناء احتلالهم لمصر، أحب الرياضة فقادته إلى التنظيم الخاص للإخوان، وحده بين الأحياء يدعى المرشد العام السابق، يؤمن بالاجتهاد الفقهي القائل بأن الشورى ملزمة.
المولد والدراسة
ولد محمد مهدي عثمان عاكف سنة 1928 في كفر عوض السنيطة بالدقهلية، بين عشرة من الأشقاء لوالد ميسور الحال.
تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة المنصورة الابتدائية، وانتقل إلى القاهرة حيث تعلم في مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالقاهرة التي حصل منها على التوجيهية (الثانوية العامة)، دخل المعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج منه سنة 1950، والتحق بكلية الحقوق سنة 1951.
الوظائف
عمل بعد تخرجه مدرسا للرياضة البدنية بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، وبعد خروجه من السجن سنة 1974 عمل مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية وعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسؤولا عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها.
وفي سنة 1980 سافر إلى ألمانيا فعمل مديرا للمركز الإسلامي بميونيخ، وعاد إلى مصر وانتخب عضوا بمجلس الشعب سنة 1987 عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها.
التوجه الفكري
يعتبر من الحرس القديم بجماعة الإخوان المسلمين، لكنه مع ذلك يتمتع بعلاقات وثيقة وتفاهم كبير مع مختلف الأجيال والرؤى داخل الجماعة، وكان قريبا من كل قياداتها، وكانت له علاقة واسعة مع قيادات العمل الإسلامي في العالم.
يؤمن بمحورية الشورى في العمل الإسلامي ويعتبرها ملزمة، وقد اختلف مع مرشد الجماعة الأسبق عمر التلمساني لأن الأخير كان يرى أن الشورى معلمة وليست ملزمة من الوجهة الفقهية، ويقول عاكف إن "هذا رأي فقهي بالطبع وكنت أرى الرأي الفقهي الآخر بأنها ملزمة".
سياسي
التحق سنة 1940 بجماعة الإخوان المسلمين بعد أن لفت انتباهه اهتمامها بالرياضة التي كان يحبها.
انضم إلى التنظيم الخاص للإخوان الذي أنشئ وقتها لمقاومة الاستعمار البريطاني، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليا) في الحرب ضد الاستعمار البريطاني بالقناة حتى قامت ثورة 1952.
شغل منصب رئيس قسم الطلبة الذي كان أهم الأقسام في جماعة الإخوان المسلمين وكان يتولاه حسن البنا بنفسه، كما تولى رئاسة قسم التربية الرياضية بالمركز العام للجماعة.
قبض عليه في 1 أغسطس سنة 1954 بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف -أحد قادة الجيش- الذي أشرف على طرد الملك فاروق، وحوكم وصدر عليه حكم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاما بالسجن.
أفرج عنه سنة 1974 في عهد السادات، فانكب على العمل الشبابي في مصر ثم انتقل خارجها فأقام معسكرات كبيرة للشباب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ثم تولى قسم الشباب والطلاب من جديد بجماعة الإخوان بعد عودته إلى مصر سنة 1986.
انتخب عضوا بمكتب الإرشاد في جماعة الإخوان سنة 1987، وكان أحد خمسة وثلاثين عضوا بمجلس الشعب مثلوا كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان سنة 1987، وهي تجربة أكد أنه استفاد منها كثيرا "في مجال السياسة وكيف تصنع الأحداث من المنبع".
دخل السجن مع كثيرين من جيل الوسط في حملة اعتقالات قام بها نظام مبارك في صفوف الجماعة وقدمهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات.
مثل أمام المحكمة العسكرية سنة 1996 بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وكان آخر منصب تولاه آنذاك هو الإشراف على الاتصال بالعالم الإسلامي.
خرج من السجن سنة 1999، وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى تولى منصب المرشد العام للإخوان المسلمين بعد وفاة المستشار محمد المأمون الهضيبي في يناير سنة 2004.
استمر مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين حتى انتهت فترة ولايته في يناير سنة 2010، فطلب اختيار خليفة له ورفض التجديد، فتم اختيار الدكتور محمد بديع مرشدا عاما، وبقي عاكف رمزا من رموز الجماعة يمارس نشاطه بفعالية داخل صفوفها.
وإثر انقلاب 3 يوليو 2013 الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب اعتقل ضمن اعتقالات شملت الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين والقوى الرافضة للانقلاب.
ووجهت له تهم عديدة من بينها تهمة إهانة القضاء على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية، قال فيها إن القضاء فاسد، وبرأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014، إلا أنه بقى في السجن لمتابعته بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين.
أضف تعليقك