بالإضافة إلى كونه فاقدا للمهنية والشرف؛ بدا الإعلام الانقلابي أيضا فاقدًا عقله ووعيَه!، هذا الإعلام الذي أدمن الانقلابات العسكرية ولعق البيادة لم ينتظر حتى تتضح الرؤية أو حتى يتأكد الخبر عن الانقلاب الفاشل الذي وقع ضد الرئيس أردوغان؛ لأن تعليمات المعلم "عباس" كانت واضحة بإظهار الشماتة والفرح والسعادة، ومستقبلكم مضمون كطبالين، فـ"هرتلوا" كما شئتم.
فبعد أن قام سحرة فرعون وشركاؤهم في الأذرع الإعلامية بالتهليل والتطبيل بسقوط الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظامه، وإعلان شماتتهم من خلال نباحهم ونهيقهم ونعيقهم وخوارهم كالبهائم على فضائيات العار الانقلابية، ولا غرابة في ذلك؛ إذْ أنهم تلاميذ مدرسة "أحمد سعيد" للكذب والدجل الإعلامي وتزييف الحقائق!!، هذه المدرسة التي ما زلنا نعانى منها طوال ستة عقود منذ أن تولى العسكر زمام الحكم في البلاد سنة 1952وحتى الآن!، هؤلاء الذين ضللوا الشعب لسنين طويلة وساهموا في تدجينه واستئناسه وإذلاله، هم أنفسهم مَن بارك وطبل لانقلاب العسكر الخونة على الشرعية والديمقراطية، من خلال برامجهم المسفة وصفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، وهذا ليس بغريب على من خلعوا عن أنفسهم رداء الشرف والنخوة!، هؤلاء الذين قبلوا بيع أرضهم وعرضهم مقابل حفنة من الدولارات، ويقدمون الوثائق التي تثبت ملكية دولة أخرى لأراضيهم!، هؤلاء الذين رقصوا على دماء وأشلاء الشباب، ويعتبرون ثورة الخامس والعشرين من يناير أنها كانت مؤامرة ويمجدون عسكر "كامب ديفيد" الذين انقضّوا على التجربة الديمقراطية، وعلى أول رئيس شرعي منتخب!، فماذا يُنتظَر مِن أمثال هؤلاء سوى الخسة والنذالة والانحطاط الخلقي الذي لم يسبق له مثيل؟ إنهم على استعداد لتقديم أنفسهم للشيطان في محاريب الغواية والضلال من أجل نزواتهم ومطامعهم الشخصية!.
لقد أعادنا هؤلاء إلى الحقبة الناصرية، حيث كان الزعيم الملهَم يهلل لأي انقلاب عسكري في أي مكان من العالم، ويعترف به ويدعمه، بل ويرسل قواته لحماية النظام الانقلابي في مجاهيل إفريقيا إذا لزم الأمر!، وعندما تستعرض ما قاله هؤلاء في حفلة "الزار" التي نصبوها ابتهاجا بالانقلاب على الرئيس "أردوغان" تعجب ولا ينقض عجبُك!، إنها الدعارة الإعلامية في أحط صورها!!.
فعلى سبيل المثال، قال الانقلابي أبو قفا، مخبر أمن الدولة: إن ما يحدث الآن في تركيا هو ثورة للجيش التركي وليس انقلابًا، وأن تركيا لا بد أن تعود كما أسسها أتاتورك، ولم يكتف بالردح على فضائيات المجاري الانقلابية، بل راح يوثق ردحه بنذالة وخسة وقلة مروءة، فكتب على حسابه الشخصي هذه الكلمات: "هو أردوغان فين؟ خلي مرسي وموزة ينفعوك"!.
أما مصطفى بكرى، أحد بيادات العسكر، فأعلن أن الجيش التركي يعلن سيطرته على البلاد، إلى الجحيم يا أردوغان!، ثم يأتي الطبال صبي العوالم كلب ساويرس المفصول من إعلام العسكر وينبح كعادته، لكن من خارج الحظيرة الانقلابية، ليعرب عن سعادته بالحركة الشعبية الانقلابية في تركيا- بزعمه- قائلا: إن العالم الغربي سيستقبل خلع الطاغية أردوغان بهدوء، وربما بشيء من الترحاب نظرًا لمعاناتهم من إرهاب التيارات الإسلامية!.
أما مذيعة الغبرا أم الخلول زوجة أبو صلعة فقد قالت: جماعة الإخوان الإرهابية إلى مزبلة التاريخ !! أبو حمالات والذي لا همّ له إلا الطعن في صحيح البخاري، والسعي لهدم ثوابت الإسلام، والذي يعلن موالاته للنصارى والشيعة بدون حياء أو خجل، فقال: اركِن جنب أخواتك، كما أن خيري رمضان قام بوصلة ردح بلدي قائلا: أنا فرحان في أردوغان، لا أتمنى السلام لأردوغان لأنه تدخل كثيرًا في شؤون مصر، وعليه أن يشرب، واللى ييجى على مصر مش هيكسب، خلاص بقى يا أردوغان، والدور على قطر بتاعت موزة وتميم.
منتهى السقوط والحقارة مجدي الجلاد: هذه نهايتك يا أردوغان، يوم أسود في تاريخ الجماعة الإرهابية.. خيبكم الله أيها الحاقدون يا من طبلتم لهذا الانقلاب، يا إعلام الفساد والخيانة ومَن معكم مِن خبراء ومحللي السوء الذين أظهروا الشماتة في "أردوغان"، ولكن الشعب التركي كان أشدَّ وعيا بمصالحه ومعاناته في ظل الانقلابات العسكرية التي أخرت تركيا سنوات، كما أن الأحزاب التركية كانت وطنية ولم تركن إلى الانقلابيين الفاسدين الذين جربوهم من قبل، وذاقوا الويلات على أيديهم، ولم يكونوا كالأحزاب الكرتونية التي توسلت للعسكر أن يأتوا بدباباتهم ليخلصوهم من حكم الإخوان- حسب زعمهم- كما أن الإعلام التركي لم يكن مأجورا يبيع ضميره في سوق النخاسة الإعلامية لمن يدفع، بل كان مدافعا عن الحرية والديمقراطية!، والشرطة التركية وقفت إلى جانب الشعب ومؤسساته المدنية وليست كالشرطة الخائنة التي داست على الحرية والديمقراطية، ومارست أبشع أنواع القتل والحرق في الشوارع لتثبيت النظام الإنقلابى!.
هذا الإعلام المأجور الذي فضحه غباؤه السياسي والمهني كما عبر أحد خبرائهم "حمدي بخيت"، الخبير العسكري والإستراتيجي، الذي قال: إن الانقلاب العسكري في تركيا لم يخطط له بعمق وبدقة، ولم يتم على الوجه الأمثل لكي يكلل بالنجاح، هذه هي عقلية مقاولي الأنفار التي تبث سمومها من خلال الفضائيات الانقلابية.
عظم الله أجر الشعب في وفاة وسقوط الإعلام الانقلابي وتحوله إلى سيرك انقلابي يحوى مجموعة من المهرجين والشمبانزي (إنسان الغابة)، والتي تعمل وفقا لتعليمات المعلم "عباس ترامادول" والشؤون المعنوية لعسكر "كامب ديفيد" وأجهزة المخابرات.
أضف تعليقك